القدس/المنـار/ في تحد واضح للمجتمع الدولي والقرارات الدولية، وكل ما يقال عن جهود وتحركات متعددة الجنسيات لايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي تكثيف برامج الاستيطان والتهويد وتغيير المعالم، وبشكل كبير في مدينة القدس الشرقية.
وفي كل يوم تصادق الحكومة الاسرائيلية على بناء المزيد من المستوطنات وتوسيع أخرى، مع بناء أحياء استيطانية جديدة داخل القدس وحولها، والأخطر في هذا التغول، هو ما تقوم به من حفريات وانتهاك للحرم القدسي الشريف، وازدياد ظاهرة حفر الانفاق تحت الاقصى وحول من الجهات الأربع حيث قررت سلطات الاحتلال حفر نفق يمتد من سلوان الى الاقصى، ليضاف الى اعداد أخرى من الانفاق في اطار الحفريات الخطيرة التي تستهدف المسجد، مما يهدد بانهياره، علاوة على الاقتحامات التي تتم يوميا تحت حراسة قوات الاحتلال، والتخطيط لتقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا.
ويرى متابعون لما يجري على الارض أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي وهي ترى هذه التحالفات بين تل أبيب وعواصم عربية، ولهاثها لفتح أبواب التطبيع مع اسرائيل، وما تشهده المنطقة من تطورات، كلها عوامل مشجعة على تغيير المعالم والتهويد والمزيد من الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، ويشير هؤلاء الى الصمت الذي يلف العواصم العربية حول ما تتعرض له الاراضي الفلسطينية والمقدسات فيها من تهويد وانتهاكات، على أيدي الاحتلال الاسرائيلي الذي وجد في تحالفاته مع بعض الدول العربية غطاء لمواصلة خططه وبرامجه من سرقة أراضي واستيطان وما يشكله من تهديد للمسجد الاقصى.
دوائر سياسية حذرت من انفجار واسع في ساحة الصراع ردا على انتهاكات الاحتلال، التي تتوقع الدوائر تصاعدها في هذه المرحلة. وتخشى الدوائر من مغبة الاعمال المرفوضة من المجتمع الدولي التي تقوم بها اسرائيل، في ظل أوضاع مشتعلة تشهدها المنطقة، وتضيف الدوائر أن دولا عربية، في سباق مع الزمن لدفع السلطة الفلسطينية الى استئناف المفاوضات، ليس من أجل وضع حد لممارسات اسرائيل وانما خوفا على أنظمتها من امكانية انفجار واسع تتسبب به الممارسات الاسرائيلية، وعندها لن تكون بعض العواصم بعيدا عما سيتسبب به هذا الانفجار من حرائق.