مختار حداد، العهد الاخبارية
مضى عام على ذكرى استشهاد السفير الشهيد غضنفر ركن آبادي في فاجعة منى الاليمة، وهو الدبلوماسي والاستاذ الجامعي الذي كان يحبّ لبنان وشعبه وخدمة أبنائه. وبالعودة الى أحداث الكارثة، فإنه في الايام الاولى منها نفى الجانب السعودي تواجد ركن آبادي على أراضيه الامر الذي أدّى الى إثارة شكوك كبيرة حول مصيره، ولكن بعد نشر صورة جواز سفره وتأشيرة وختم الدخول فشل المخطط الاعلامي السعودي، وأثيرت شكوك تجاه السلوك السعودي في موضوع تحديد مصير الشهيد بعد فقدانه حتى استعادة جثمانه مما أدى الى طرح العديد من التساؤلات.
لتسليط الضوء على هذا الموضوع التقى موقع "العهد" الاخباري شقيق السفير الشهيد السيد مرتضى ركن آبادي الذي قال "إن ما حدث في منى مجزرة كان سببها النظام السعودي العميل للصهيونية وأمريكا وإن الشواهد الموجودة تؤكد أنه حين سقط الحجاج على الارض من شدّة الحرارة والعطش، امتنعت القوات السعودية الموجودة في الساحة عن تزويدهم بالماء"، وأضاف أن "الشهود الحاضرين في ذلك الموقف والذين تم تسجيل شهاداتهم أكدوا أن عناصر القوات السعودية كانوا يقولون للحجيج بأنه غير مسموح لنا تزويدكم بالماء".
وتابع مرتضى ركن آبادي القول "المروحيات التي كانت تحلّق فوق المنطقة عادة ما كانت ترسل تقارير عما يحدث في منى، فلماذا هذه المرة لم تقم هذه المروحيات بواجبها؟ واذا زوّدت المعنيين بتقارير الحادث لماذا لم نشهد أي ردة فعل من قبل المسؤولين عن إدارة الحج؟"، وأضاف متسائلاً "كاميرات المراقبة الموجودة في شوارع منى باستطاعتها مراقبة الاشخاص فرداً فرداً، فلماذا لم يقم هؤلاء بأي ردة فعل؟
لماذا منعت القوات السعودية دخول قوات الهلال الاحمر الايراني والبعثة الطبية الايرانية الى المنطقة لمساعدة الحجاج؟ ولماذا تم وضع العديد من الجرحى الاحياء الذين كانوا على الارض بالاكياس الخاصة لحمل الموتى ووضعوهم في الشاحنات الكبرى الى جانب جثامين الشهداء؟".
وأردف شقيق الشهيد آبادي قائلاً "أحد الحجاج من الجرحى الاحياء وضعوه في أكياس حمل الموتى مع أنه كان يتحرّك وقال لهم بأنه حيّ ولكن الضابط السعودي قال لزميله "إذا ايراني ضعْه في الكيس وأرسله لشاحنة حمل الجثامين"، ولفت آبادي الى أن "جميع هذه الشهادات تم توثقيها من خلال لقاءات مصورة مع الحجاج"، وسأل "لماذا السعوديون لم ينشروا أفلام كاميرات المراقبة للعامة؟ بالطبع لأن الرياض تخاف وتريد اخفاء حقيقة هذه المجزرة"، وأكد أن "ما ذُكر يدلّ على أن ما حصل في منى هو عمل إجرامي مسؤوليته تقع على عاتق السعودية".
وإذ أوضح ركن آبادي "أن هناك عدداً من الشهود الحاضرين في تلك الحادثة شاهدوا شقيقي حياً وقد وُضِع في سيارة إسعاف"، سأل "أين ذهبت هذه السيارة؟ فإذا ذهبت الى المستشفى، لماذا لا يوجد أي ملف طبي عن شقيقي في المستشفيات السعودية؟"، وأضاف "نحن لفترة 50 يوماً كنّا لا نعرف مصير الشهيد غضنفر ركن آبادي، وبعد ذلك أُرسلت لنا صورة جثمانه مما أكد لنا استشهاده ولكن العائلة طلبت من المسؤولين المعنيين عدم نشر الخبر حتى نذهب نحن للسعودية ونتأكد من هوية الجثمان، وبالفعل سافرت العائلة في اليوم الستين الى السعودية، وبعد التأكد تم استعادة جثمان الشهيد الى طهران".
ولفت مرتضى ركن آبادي الى أنه حينما "شاهدوا جثمان الشهيد في السعودية تبيّن أن السعوديين قاموا بتشريحه، وبعد اعتراضنا، زعموا أنهم قاموا بذلك من أجل منع تحلّل الجثة حيث أخرجوا منها المخ والقلب والكبد والامعاء، فيما السؤال الذي يطرح نفسه هل السعودية قامت بتشريح جثامين كل شهداء منى، وإذا أرادوا منع تحلل الجثة فلماذا يدفنونها؟"، وأضاف "هؤلاء كانوا يدّعون أنهم لم يتعرفوا الى هوية صاحب الجثمان فلماذا يقولون بأنهم أرادوا منع تحلل الجثة؟"، وتابع القول "عندما استعدنا الجثة أكد الطبيب الشرعي خروج المخ والقلب والامعاء والاحشاء منها وبذلك لم يستطع أطباء الطب الشرعي التعرف الى سبب الاستشهاد أو يوم استشهاده مما يؤكد أن السعوديين قاموا باخراج الامعاء والاحشاء من أجل اخفاء الحقيقة".
وذكر ركن آبادي "عندما أخرجنا جثمان الشهيد من القبر كانت جثته سليمة جداً فيما باقي الجثث التي أخرجت من القبر كانت قد تغيرت ملامحها وتحللت، وهذا يكشف أكذوبة سعودية أخرى حيث ادّعوا بأنهم دفنوا الشهيد قبل 60 يوماً".
وحول علاقة الشهيد بالشعب اللبناني بجميع أطيافه، قال مرتضى ركن آبادي انه "في عام 1985 عندما دخل جامعة الامام الصادق عليه السلام للدراسة كان للشهيد علاقات مع الشعبين السوري واللبناني وشخصيات في المقاومة ضد الكيان الصهيوني ولدينا صور وهو في أيام شبابه يجلس الى جانب الشهيد السيد عباس الموسوي"، وأضاف ان "الشهيد كان يعيش حركات المقاومة والتحرر"، وأشار الى أن "نشاط الشهيد في لبنان كان يعود الى ما قبل 30 عاماً وانه كان في جبهة مناهضة الكيان الصهيوني، وقد قرأت جملة في مذكرات الشهيد يقول فيها: (انني مستمر في النضال حتى استشهد على يد أكثر أعدائي إجراماً)"، ولفت الى أن "العائلة والاصدقاء كانوا يحذرونه من الاخطار التي يمكن أن يتعرّض لها من جانب السعوديين في حال سفره الى السعودية ولكن الشهيد كان يقول (ان حضوري في الحج هو واجب عليّ)".
ونوّه الى أن الشهيد آبادي خلال فترة عمله في لبنان كان يسعى جاهداً من خلال تكثيف لقاءاته لتقريب جميع الطوائف وذلك من أجل توحيد الشعب اللبناني.
وأعرب شقيق السفير الشهيد عن أمله بأن يسير محبو الشهيد على نهجه وأهدافه بازالة الكيان الصهيوني من هذه المنطقة.
وعن استمرار نهج وفكر الشهيد آبادي بعد مضي عام على استشهاده، قال شقيقه ان "الشهيد كان يعمل دوماً على تربية كوادر تخدم البلاد والمنطقة، وانه خلال فترة الحرب المفروضة الصدامية على ايران، وخلال وجوده في الجبهة، كان يعمل على تعليم المقاتلين التعبويين وتدريسهم اللغتين الانجليزية والعربية ومادتي الكيمياء والرياضيات، وذلك بهدف تربية كوادر تفيد وتخدم المجتمع بعد نهاية الحرب"، وأضاف "بعد الحرب لم يتوقف عن عمله التربوي حيث كان يمارس مهنة التدريس في جامعات مختلفة وكان استاذاً جامعياً واستمرّ في هذا المجال حتى ارتقى شهيداً وتخرّج من صفوفه الدراسية طلاب يخدمون المجتمع".
وختم آبادي أن "فكر شقيقي الشهيد مصدره فكر الامام الخميني قدس سره الشريف وسماحة قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي دام ظله وان هذا الفكر سيبقى خالداً رغم عدم وجوده بيننا وهذه المسيرة مستمرة حتى انهيار وهزيمة الكيان الصهيوني".