2024-11-29 02:59 م

دول المتابعة العربية... انقاذ شعب فلسطين أم تصفية قضيته؟!

2016-09-16
القدس/المنـار/ أصدرت لجنة المتابعة العربية التي تضم مصر والسعودية والاردن والامارات قبل أيام بيانا وصفته بأنه "مشروع انقاذ شامل" للوضع الفلسطيني ويحقق وحدة الفلسطينيين، وتضمن العديد من عبارات الحرص على وحدة الساحة ووحدة حركة فتح، وفي الوقت ذاته، ألمح الى تهديدات وفرض حصار على القيادة الفلسطينية، في حال لم تأخذ بهذا البيان، ودون نقاش للهدف الحقيقي من وراء بيان دول المتابعة المفاجىء والتفاتها المستغرب لقضية شعب فلسطين وأوضاعه، ولم يأتِ البيان على ذكر ممارسات الاحتلال الاسرائيلي التي تزداد شراسة ضد الشعب الفلسطيني، وبدهي أن "تعرج" اللجنة على اسطوانة السعي لايجاد حل للصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين في اشارة واضحة لمبادرة السلام العربية، التي نسفتها عملية التنسيق المتنامي بين دول لجنة المتابعة العربية واسرائيل، لصالح مبادرة جديدة، ببنود جديدة تحمل نفس الاسم للتمرير والخداع، أسقطت بنود عودة اللاجئين والجولان والقدس وغيرها، ودفعت ببند التطبيع الشامل مع اسرائيل الى الصدارة، ليكون البند الأول فيها.
هذا البيان الذي يحمل في ظاهره الحرص على قضية فلسطين وشعبها، ليس مشروع انقاذ كما تدعي أنظمة الدول الأربع، وانما مشروع تفتيت وفتنة، مشروع سرقة حركة فتح، وشطب القرار الفلسطيني المستقل وتعميق تجزئة الوطن وتوزيعه بين المحاور المتصارعة وأصحاب الأطماع، واستخدام شعب فلسطين وقضيته جسرا لاشهار العلاقات والتطبيع مع اسرائيل.
لكل دولة من الدول الأربع أغراضها وأهدافها من وراء هذه "الصحوة" واصدار البيان "المنمق" المغلف بالحرص الزائف، لكنها تلتقي على الهدف الأكبر وهو تنصيب قيادة فلسطينية جديدة تنفذ الأوامر وتوقع صك الاستسلام مع اسرائيل.
الأردن من جانبه يخشى فتنة في الضفة الغربية غير قادر على تحمل انعكاساتها على ساحته، أما مصر، فهي قلقة من تنامي قوة حركة حماس في قطاع غزة، بينما المملكة الوهابية السعودية والامارات فهما بحاجة الى جسر وحصان طروداة تمتطيانه لاشهار تحالفهما وعلاقاتهما مع اسرائيل، فوجدتا مأربهما في الورقة الفلسطينية، دول المتابعة العربية و "بالعافية" تريد من شعب فلسطين وقيادته الركوع والخضوع، وفي حال الرفض، فان "العدة" جاهزة وعارية، عبارة عن مقاولين وضعوا أنفسهم في خدمة الأجندة الغريبة المشبوهة.
يقول البعض، لماذا تصمت القيادة الفلسطينية على تحركات رباعية لجنة المتابعة العربية.. وانتقلت الى فتح حوار مع العواصم الاربعة؟! والرد على ذلك، أن الدول الأربع دخلت في "صحوة" بقرارات مفاجئة، طرحت وحذرت وادعت حرصا، وهددت بالحصار والعقاب اذا رفضت القيادة الفلسطينية المس بالقرار الفلسطيني، والرباعية اياها، هددت أيضا باسقاط المشهد السياسي، وتنصيب مقاوليها ومخبريها، فماذا بعد!!
والحقيقة، باعتراف كل المراقبين، أن الدول الأربع التي "ساقت نفسها" وشكلت محورا معاديا للشعب الفلسطيني، ستحصد الخيبة والفشل والهزيمة!!