2024-11-29 10:54 م

متغيّر خطير في الأزمة السوريـة؟!!

2016-09-16
القدس/المنـار/ متغيّر جديد هام وخطير على صعيد الأزمة السورية، يتمثل في العدوان الاسرائيلي الجديد على القوات السورية في منطقة القنيطرة، ونجاح الدفاعات الجوية السورية في اسقاط طائرتين معاديتين، هذا المتغير ستكون له ارتداداته وانعكاساته على هذه الأزمة المستمرة منذ سنوات خمس، وبدأت بحرب ارهابية كونية على الشعب السوري. 
انه تدخل اسرائيلي سافر في الشأن السوري لصالح العصابات الارهابية وبشكل خاص العصابة المسماة بـ "النصرة" المدعومة أيضا منة أمريكا وتركيا ومشيخة قطر والمملكة الوهابية السعودية، فمنذ أسابيع وفي ظل احتدام المعارك في جبهة حلب، واللقاءات وعمليات التنسيق المستمرة بين هذه القوى، نصرة للعصابات الارهابية المتهالكة بفعل انتصارات الجيش السوري، واسنادا للعصابات الارهابية في منطقة حلب، والعدان الاسرائيلي الذي انتهى باسقاط طائرتين اسرائيليتين منسق بشأنه مع رعاة الارهاب الذين اقاموا تحالفا عدوانيا مع اسرائيل ويسعون الى اشهاره بتطبيع شامل مع تل أبيب على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته، والعدوان الاسرائيلي مرتبط بهذا الشكل أو ذاك بتحركات لجنة المتابعة العربية والضغوط التي تمارسها على الشعب الفلسطيني وقيادته، ومن بين أهدافه أيضا، اقامة منطقة عازلة تمتد من منطقة الجولان الى درعا، للضغط مستقبلا على العاصمة دمشق. 
ان الظروف التي تمر بها الدولة السورية منذ خمس سنوات ونصف، لا تسمح في المرحلة الراهنة بمواجهة عسكرية واسعة بين سوريا واسرائيل، بمعنى أن الجيش السوري منشغل باقتلاع المجموعات الارهابية، لكن، وبغض النظر عن اسقاط الطائرتين الاسرائيليتين أو عدمه، الا أن تعرضها للصواريخ السورية يشير بوضوح، الى أن الدولة السورية ما تزال تمتلك أوراق التصدي والمواجهة، رغم الحرب الارهابية الكونية عليها. 
ويرى المراقبون، أن التصعيد الاسرائيلي والمشاركة الاسرائيلية الواسعة والعلنية في الحرب على سوريا، هو تطور خطير جدا، له معانيه وتداعياته وأغراضه وأسبابه، ويشير بوضوح الى أن انخراط اسرائيل في هذه الحرب، جاء ردا على اعلان الهدنة القصيرة في منطقة حلب باتفاق أمريكي روسي، مما يعني أن رعاة الارهاب ومنهم اسرائيل غير راضين على هذا الاعلان، لأنه لا يحقق مصالحها، والعدوان في نهاية فترة ولاية حكم باراك أوباما يعتبر استفزازا لواشنطن وتحركاتها المشتركة مع روسيا لايجاد حل سياسي للأزمة السورية، تماما كما درجت عليه تل أبيب خلال المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني، عندما عملت مع الرياض على اجهاض هذه المفاوضات ودفعتا باتجاه شن حرب عدوانية على ايران. 
ما يجري الان فوق الارض السورية، هو مرحلة وخطط جديدة باشراف أمريكي ومشاركة اسرائيلية وعربية  للرد على انتصارات الدولة السورية، وافشالا لجهود التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية، ما نراه الان هو اصطفاف واضح وخطير من جانب تركيا ودول عربية تحت قيادة اسرائيلية لتدمير الدولة السورية، فتل أبيب تقود الان الحرب الارهابية على جبهتي الجولان ودرعا، بدعم مالي ضخم من النظامين الارهابيين في الرياض والدوحة، لمنع انهيار العصابات الارهابية.
ان التصدي السوري للطيران الحربي الاسرائيلي اشارة من دمشق الى أنها لن تقبل بما اتفق عليه بين أنظمة الردة العربية واسرائيل، وأنها تتحمل ردود الفعل على هذا التصدي المشروع، والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو: ماذا تعمل الطائرات الحربية والتجسسية الاسرائيلية في السماء السورية؟! هذا التدخل العدوان السافر يعطي دمشق الحق للتصدي والدفاع عن أرض الشعب السوري وأجوائه، أيا كانت النتائج. ويعتقد المراقبون أن اسرائيل تحاول من حلال اعتداءاتها جر الدولة السورية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الى مواجهة عسكرية واسعة مع اسرائيل، ومعها حزب الله، باسناد أنظمة الردة وأمريكا ودول عربية اضافة الى تركيا، وهنا، تدرك دمشق وقيادة حزب الله، الذي بات يقف على تخوم المنطقة الفاصلة بين سوريا واسرائيل، هذا الغرض الاسرائيلي، ولكن، هل واشنطن وموسكو، معنيتان بانفجار واسع في المنطقة، لا أحد يتكهن بعواقبه؟!! 
ويتوقع المراقبون أن ترد اسرائيل على اسقاط طائرتيها، عبر الاستمرار في قصف المواقع السورية، وقد تصل عدوانيتها الى حد مهاجمة أهداف في دمشق. ويتواصل تدفق الارهابيين الممولين من السعودية عبر الاراضي الاردنية، ومن خلال اسرائيل نفسها الى حيث ميادين القتال في منطقة القنيطرة ودرعا، فالعصابات الارهابية أعلنت قبل أيام، ما أسمتها بمعركة القادسية، بعد لقاءاتها مع أجهزة الاستخبارات في كل من تل أبيب والرياض والدوحة وأنقرة. ومنذ الاعلان عن تصدي الدفاعات الجوية السورية للطائرات الحربية الاسرائيلية، انطلقت التحذيرات من عواصم عديدة اقليمية ودولية، من انفجار واسع في المنطقة خطير التداعيات.