يواجه الرئيس الأسد تحديات شرسة وحملات هستيرية مسعورة ومواقف تحريضية حاقدة تقودها أمريكا وحلفاؤها، كونه أربك معادلتهم في الصميم، وأرق مضاجعهم ، وإنتصر على زعماء قراراتهم وجنرالاتهم في العالم، والأهم في هذا الإنتصار أن الجيش السوري إمتلك إرادة المواجهة، فكان الصمود والثبات، وكانت المعجزات التي تجسدت فعلاً، مقاومة قلبت المعادلات والرهانات وأجهزت على المخططات التي وضعها أعداء سورية لتدمير إرادة الحياة لدى السوريين
اليوم ذهب الرئيس الأسد بالنيابة عن سورية كلها الى داريا ليقدم التحية للأبطال والانجاز العسكري الذي تجاوز عمليات الحرب، ورداً قوياً على المجموعات المسلحة وأدواتها الذين ما زالوا يأملون أن تتراجع الدولة السورية أو تلين، وللقوى الخارجية التي تنتقد إصرار الجيش السوري على حسم الأمر في مواجهة الإرهاب، فالمشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دمشق.
كما قام الرئيس الأسد بجولة في عدد من شوارع داريا التي سيطر عليها الجيش السوري مؤخراً بعد إنسحاب الجماعات المسلحة منها، رافقه فيها كبار مسؤولي الحزب والدولة، بعد أدائه صلاة عيد الأضحى المبارك، وقال في تصريح ألقاه أمام الصحافة، إن زيارته إلى داريا تحمل العديد من المعاني ربما تكون رمزية، وشدد على أن الرسالة الرئيسية في هذه الزيارة ليست موجهة إلى الشعب السوري، بل إلى أولئك الذين دمروا سورية وراهنوا على سقوطها وشاركوا في المؤامرة ضدها، وأضاف: "الدولة السورية مصممة على إستعادة كل منطقة من الإرهابيين.. وإعادة الإعمار وبناء كل ما هدم بمعانيه البشرية والمادية "، وفي الأتجاه الآخر وجه الأسد رسالة إلى المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة المسلحين، قائلا: "ندعو كل السوريين إلى التوجه باتجاه المصالحة"، واعتبر الأسد أن "الأمل بالنصر لدى المواطنين السوريين هو الحافز لمواجهة الإرهابيين"، مستغرباً في نفس الوقت كيف لتلك الدول التي دعمت الإرهاب أن تكافحه، متهماً تعامل الغرب مع الإرهاب بأنه مازال يتسم بالنفاق من خلال مواصلة الغرب إزدواجيته في المعايير
في هذا السياق عهد الرئيس الأسد وجيشه، بـ"نصر نهائي" على الجماعات المتشددة وأخواتها في سورية، وذلك بعد نجاح القوات السورية في إلحاق هزيمة قاسية بها في مختلف المناطق السورية، مشدداً على أن سورية مستمرة فى مكافحة الإرهاب وتنظيماته المتعددة أينما وجد على الأرض السورية ولن تتوقف حتى تُستأصل شأفة الإرهابيين أو يعودوا من حيث جاءوا.
في السياق ذاته إقتنعت الإدارة الأميركية بشكل كامل بأن لا مخرج لها من مستنقع الفشل الذي إنغمست به في المنطقة، إلا بالعودة إلى دمشق فهي صاحبة النفوذ الواسع و المؤثرة في المنطقة، وصانعة معادلات القوة في الإقليم، لذلك أبلغت واشنطن حلفاءها من الأطراف المعنية التي تورطت في مشروعها الرامي لإسقاط سورية وتفتيتها، أن الأهداف والمخططات التي كانت تسعى لتحقيقها قد تجمدت في ضوء فشلها بالتوصل لها وأنها باتت تبحث عن طريقة لحل ما تورطت به بحيث تتمكن من إعادة العلاقة مع الرئيس الأسد، هذا مما يؤكد بأن المنطقة على وشك الدخول في مرحلة جديدة من "تهدئة اللعب" بسبب مغامرة أمريكا وتورطها في المستنقع السوري، كما أن هناك عوامل متعددة تضافرت للوصول إلى هذه النتيجة، في مقدمها صمود الشعب السوري مع الرئيس الأسد وجيشه للوقوف بوجه أشرس حملة تستهدف سورية منذ أكثر من خمس سنوات، فضلاً عن أصالة الشعب السوري وبسالته في مواجهة المجموعات المتطرفة وأدواتها التي تنشر الذعر في المنطقة.
مجملاً.... إن الرئيس الأسد حسم الموقف وإتخذ قراره ولم يذهب الى داريا كي ينهزم وينكسر بل ليربح ويثبت للعالم بأكمله قوة سورية في مواجهة الإرهاب ودحره في سورية والمنطقة بأكملها، وكل المعطيات تشير الى صمود الجيش السوري وحسمه المعارك الميدانية، بمعنى إنه بعد صمود النظام السوري أمام الحرب الشرسة عليه، ووقوف حلفائه معه، فإن الامور متجهة نحو الحسم النهائي للمعركة، والنظام السوري لن يخرج خاسراً، لذلك فإن النصر على الإرهاب ودحره وإجتثاثه وإحباط مخططات داعميه باتت قريبة من المنال خاصة بعد أن إستطاع كسر المعايير المتعلقة بالتوازن, وإسقاط كل حسابات أمريكا والغرب بشأن سورية، وأختم بالقول، إن الإرهاب لا يجني اليوم سوى الهزيمة النكراء و ضرب جذوره في مختلف المناطق السورية وخاصة في مدينة حلب وريف دمشق وهروب عناصره منها على يد الجيش السوري وحلفاؤه، بذلك برهن جيشنا على دقته وأحترافيته في معركة التحرير بعد أن حيد المدنيين وأبعد عنهم نيران المعركة.
khaym1979@yahoo.com