2024-11-27 11:33 م

خالد مشعل يعيش آخر ايامه في رئاسة المكتب السياسي لحماس

2016-09-08
قاسم س. قاسم
في الأسابيع الماضية، عزلت «مصلحة السجون» الإسرائيلية أسرى «حركة المقاومة الإسلامية ـــ حماس»، ووضعت رئيس «هيئة الأسرى في الضفة»، محمد عرمان، في زنزانة انفرادية، ونقلته من سجن نفحة، جنوب الضفة المحتلة، إلى سجن «هداريم» شمال فلسطين.

حينذاك، أعلنت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن قوات خاصة من «مصلحة السجون» عزلت أسرى حماس بعد العثور على «رسائل وبطاقات كتب عليها أوامر وتعليمات من الأسرى إلى خارج السجن لتنفيذ عمليات، إضافة إلى معلومات استخبارية مهمة للغاية». لكن وفق مصادر في الحركة، فإن «عملية نقل وعزل الأسرى جاءت في سياق تحضيراتهم لانتخاب ممثليهم في مجلس شورى حماس (برلمان الحركة)».
خلال الأشهر الماضية، انتخب الحمساويون في مناطق انتشارهم ممثليهم من «النقباء» و«الرقباء»، وبعض أعضاء «مجلس الشورى» الذي يعتبر أكبر هيئة قيادية في جسد الحركة. في غزة، شارفت الانتخابات على الانتهاء، أما في الضفة، ورغم أعين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وجيش العدو الإسرائيلي، جرت الانتخابات في أكثر من منطقة. تقول مصادر في «حماس» إنهم حالياً ينتظرون «انتهاء الأسرى من انتخاب ممثليهم في الشورى، للانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي انتخاب أعضاء المكتب السياسي (أعلى هيئة قيادية في الحركة)». ويتوقع هؤلاء الانتهاء من انتخابات الشورى مع نهاية تشرين الأول المقبل، لكن «لا يوجد التزام بجدول زمني، خاصة أن نتائج انتخابات الأسرى تتأخر عادة، بسبب الظروف والصعوبات الأمنية التي يعيشونها».
رغم سير العملية الانتخابية بصمت، فإن بعض الصحف الخليجية، تحديداً السعودية، سعت إلى بث الشائعات ضمن «حملة منهجية تستهدف الحركة، ابتداءً من تسريب تسجيل موسى أبو مرزوق (صحيفة الشرق الأوسط)»، يقول أحد قيادات «حماس»، ممن رافقوا نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، الذي خرج من قطاع غزة منذ أيام، لأداء فريضة الحج. وكانت «الشرق الأوسط» السعودية قد قالت إن هنية خرج لتسلّم منصبه الجديد رئيساً للمكتب السياسي. واللافت أن «الشرق الأوسط»، المملوكة لآل سعود، لم تعتد مبدأ تداول السلطة أو إجراء انتخابات داخلية، بما أن كل شيء في الرياض تسلّم وتسليم
في السياق، رأى القيادي في «حماس» يحيى موسى، في حديث لصحيفة «الأخبار» اللبنانية، أن «حالة الترويج الإعلامية، المقصود منها تشويه الحركة ومواقفها»، فيما تكشف المصادر التي تحدثت أولاً، عن أن «خروج هنية كان مقرراً مسبقاً، لكننا كنا في انتظار موافقة السلطات المصرية على السماح له بالمرور فوق أراضيها».
«أم الدنيا» رفضت خروج «أبو العبد»، الأمر الذي رأت فيه الحركة مؤشراً سلبياً، خصوصاً بعد وعود سابقة بتسهيل مروره وجولته إلى إيران والسعودية. حينذاك، سمحت مصر فقط بمرور وفد الحركة الذي ضمّ محمود الزهار ونزار عوض الله وخليل الحية الذي توجه إلى الدوحة حيث اجتمع المكتب السياسي بغياب «أبو العبد». والآن، هنية، استفاد من فتح القاهرة معبر رفح لخروج الحجاج، فتوجه إلى المعبر، لكن السلطات المصرية لم تسمح له بالمرور فوراً، وجعلته ينتظر على الحدود يوماً كاملاً قبل قبولها خروجه.
وبعد أداء مناسك الحج، ولقائه الملك سلمان في مكة، سيتوجه «أبو العبد» إلى إحدى الدول العربية للمشاركة في اجتماع للمكتب السياسي الذي يُعقد بحضوره للمرة الأولى، ثم سيقوم جولة إقليمية تتضمن تركيا وطهران. ووفق المعلومات، سيبقى هنية خارج القطاع إلى حين الانتهاء من انتخابات المكتب في آذار المقبل.
هذه الأمور تعرفها السعودية وأجهزة مخابراتها المنتشرة في المنطقة جيداً. وهي تعرف متى ستبدأ انتخابات الحركة، ومتى ستنتهي، كما تعلم أن المكتب السياسي الجديد سيسعى إلى تطوير العلاقة مع إيران وتحسينها، خصوصاً في ظل التسويات الإقليمية التي بدأت تركيا الحديث عنها تجاه سوريا وإيران ومصر.
حالياً، يعيش خالد مشعل آخر أيامه في رئاسة المكتب السياسي، فالانتخابات المقبلة ستنتج مكتباً جديداً لن يكون مشعل عضواً فيه، والصفة التي سيحملها في السنوات الأربع المقبلة هي عضوية مجلس شورى. وقد راجت في الآونة الأخيرة أفكار حول استحداث منصب فخري جديد ليشغله «أبو الوليد»، لكن الفكرة رُفضت داخل الحركة، خصوصاً بعدما رفض مشعل سابقاً تعديل النظام بما يسمح له أو لغيره من أعضاء المكتب بالترشح لدورة ثالثة، والتزام المدة التي نص عليها القانون. رغم ذلك، تقول بعض مصادر في الحركة إن «مشعل قد يترشح مجدداً لرئاسة المكتب السياسي في الدورة اللاحقة».
ومن المتوقع أن تشهد انتخابات المكتب السياسي في الأشهر المقبلة بروز وجوه قديمة ــ جديدة، في ظل أن القانون الداخلي للحركة يحظر أن يشغل الفرد عضوية المكتب السياسي لمرتين متتاليتين. ووفق النظام نفسه، فإن عدداً من أعضاء المكتب سيغادرونه لشغلهم المنصب أكثر من دورة، باستثناء الأسرى المحررين الذين خرجوا في صفقة شاليط عام