الممارسات الاسرائيلية على الارض، تؤكد أن تل أبيب، تتعامل باستهزاء مع الجهود السياسية، عربية كانت أم دولية، ويبدو أنها تدرك من خلال عمليات التنسيق مع عواصم عربية، أن ادعاءات هذه العواصم بالحرص هي مجرد يافطات ترفع في مراحل معينة لقطف انجازات تدعم وتحقق مصالحها، وباب دخول لاقامة تحالفات علنية مع اسرائيل، واشهار العلاقات السرية المتعاظمة.
تقول دوائر سياسية لـ (المنــار) أن الدول العربية "المعتدلة" لم تصدر بيانا واحدا حادا يطالب اسرائيل بالكف عن تغولها الاستيطاني، وتهويد وتغيير معالم القدس، وهذا يشجع تل أبيب على مواصلة تنفيذ خططها وبرامجها الاستيطانية، كما أن استمرار اقتحام الاقصى لم يحرك قادة هذه الدول التي تدعي حرصها على الشعب الفلسطيني وقضيته. تضيف الدوائر، من هنا، يرفض الرئيس الفلسطيني لقاء نتنياهو ما لم يعلن عن وقف الاستيطان، ويدفع الاستحقاقات التي تعهد بالالتزام بها، ومع أن هذا المطلب الفلسطيني سليم ومشروع، الا أن الأنظمة العربية المعتدلة تواصل ضغطها على الرئيس عباس للقبول بعقد لقاء مع نتنياهو، مما يثير قلق وشكوك الفلسطينيين من هنا الجهود المحمومة تحت غطاء البحث عن حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ونقلت الدوائر عن مصدر فلسطيني مطلع قوله، أن محور الاعتدال معني بارضاء اسرائيل، واستخدام القضية الفلسطينية ستارا لتطبيع شامل قادم مع تل أبيب.
وتؤكد الدوائر أن موقف دول محور الاعتدال سببه أغراض خاصة، متفق بشأنها مع اسرائيل ولصالحها، مما دفع تل أبيب الى تكثيف عمليات البناء الاستيطاني ملتهما المزيد من الاراضي الفلسطينية.
وتوقعت الدوائر تصعيدا كبيرا في عمليات الاستيطان في المرحلة القادمة، وبشكل خطير، خاصة، بالنسبة للمناطق المحيطة بالمقدسات الاسلامية، بعد أن ضمنت صمتا عربيا مريبا، يصل الى حد التوافق في الخطوات والمواقف مع اسرائيل، هذا التصعيد المرتقب في الاستيطان وأشكال أخرى من الممارسات الاحتلالية، سيرافقه تصعيد في ضغوط محور الاعتدال على القيادة الفلسطينية، لتدخل لعبة التطبيع العربي مع اسرائيل والتغطية على سيناريو اشهار العلاقات بين دول الخليج وتل أبيب.