2024-11-29 11:48 م

ليس دفاعا عن الرئيس عباس ، البيت الفلسطيني يرتبه أهله!!

2016-09-05
القدس/المنـار/ ازدادت في الأيام الأخيرة، حدة الضغوط التي تمارسها دول "الاعتدال" العربية على القيادة الفلسطينية، التي "تجمعت" في اطار ما يسمى بـ "لجنة المتابعة العربية"، لتأخذ شكلا مؤسساتيا يتبع "بيت العرب" المسمى بالجامعة العربية المختطفة خليجيا.
هذه الضغوط في ظاهرها "الحرص" على الشعب الفلسطيني وقضيته، و "المساعدة" في "ترتيب" البيت الفلسطيني.. والتحرك باتجاه احياء العملية السلمية، أما باطنها فيحمل شرورا ومكائد خطيرة.. لأن هذه الصحوة المفاجئة لم تأت من فراغ، وليس لوجه الله، وقبل أن نخوض في تفاصيل الضغوط وأسبابها وأهدافها، نأسف أن تنجر مصر وراء دولة في "دائرة الصغار" هي الامارات التي يحكمها جهلة في السياسة، ومهرة في الاتجار بالسلاح، وتدريب الارهابيين، وللعلم، لجنة المتابعة العربية، تضم مصر والاردن والامارات والمملكة الوهابية.
هذه الدول أعلنت الاستنفار ليس لمحاربة الاحتلال الاسرائيلي وكنسه واستعادة المقدسات، وليس التراجع عن غيها واسنادها للارهاب، ودعم شعوب سوريا واليمن والعراق وليبيا، وانما استنفار مهدت له زيارات متبادلة ولقاءات تشاورية، فيما بينها، مع تنشيط لقنوات الاتصال والتنسيق مع اسرائيل، استنفار هدفه، أن يمنح الشعب الفلسطيني هذه الدول غطاء لاشهار العلاقات وتطبيعها مع اسرائيل، والدخول في تحالفات كانت محرمة حتى وقت قريب، بمعنى تحقيق مصالح وأهداف شخصية وتعزيز مواقع على حساب الفلسطينيين، وتغطية على فشل سياسات ليست في صالح الامة.
المدخل للتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني هو الدعوة للقاء بدون شروط بين الرئيس محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، تستأنف بعده المفاوضات على أمل العثور على حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وخلال ذلك يصار الى ترتيب البيت الفلسطيني، رغم ان بيوت الداعين مبعثرة وآيلة للسقوط، بينما البيت الفلسطيني قواعده راسية، تواجه العواصف الهوجاء والممارسات القمعية الاسرائيلية وحصار "الاشقاء" المالي.
هذه الدول اعتقدت أن "فعلتها" ستمر، وبأنها قادرة على سحب القيادة الفلسطينية الى حيث الهاوية، بتغيير المشهد السياسي لصالح فئة مارقة، لها ارتباطاتها مع جهات متربصة ومعادية، وتوهمت أيضا بأن من السهل عليها أن تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني في غير صالحه، وتمس بالقرار الفلسطيني، وتخضعه لأهوائها وأمزجة حكامها و "ولدنة" الجهلة الذين لا يفقهون.
أنظمة مرتدة تسعى لتحويل الساحة الفلسطينية الى حقل تجارب وهي المحاطة بالمخاوف وبالمؤشرات الانتخابية المخيفة، وردود فعل سياساتها الخائبة، وسعيها المتواصل لتدمير الساحات العربية، أنظمة تريد محاربة خصوم لها على الساحة الفلسطينية، تمزيقا لوحدة هذه الساحة، وتجندت دفعا من نظام خائب في أبو ظبي لاعادة "متعوس الرجا" الى هذه الساحة، ومن ثم الانتقال الى تمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية بنده الأول التطبيع الشامل مع اسرائيل.
ما تقوم به دول الاعتدال الأربع، هو استخفاف بوعي الشعب الفلسطيني، وقوة ومدة تمسكه بقراره، وهل يعقل أن تستنفر هذه الدول من أجل مسألة ثانوية أكل عليها الدهر وشرب، مسألة بطلها "مدان" وانتهى، والحديث في هذه المسألة فاقدة الصلاحية من جانب دول أربع تدعي الحرص على القضية الفلسطينية، هو تطاول على الشعب الفلسطيني وقيادته، واستهزاء به، وهذا مرفوض قطعان وعلى قيادة كل دولة من هذه الدول أن تحترم نفسها، وأن لا تنزلق وراء حكام فاقدين "لأهليتهم" وعروبتهم يقفون في الخندق المعادي لفلسطين وشعبها، وكل شعوب الأمة.
البيت الفلسطيني مرتب، وان وجدت خلافات فهي تحل في مؤسسات ودوائر الاختصاص والمسؤولية، أما أن يقال بأن هذا البيت بحاجة الى ترتيب لأن مقاولا أنظماتيا غير موجود فيه، فهذا يفضح الأنظمة المستنفرة، وسطحية تفكيرها وانحدار أهدافها ورسالاتها.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس المعروف بصبره واتزانه وحكمته، وحرصه على علاقات متينة مع كل الدول العربية، لم يتحمل أن يبقى صامتا أمام "صبيانية" نظام متعوس غير ملم باصول السياسة، فاكد انه لن يسمح بان يمس القرار الفلسطيني، وهذا الموقف يعبر عن موقف الشعب الفلسطيني، وسيسجل بأحرف من نور في تاريخ هذا القائد التاريخي الذي يتعرض لضغوط رهيبة من أنظمة الاعتدال المتحالفة مع اسرائيل ومن الولايات المتحدة وغيرها، انه موقف صلب حاسم يؤكد النهج الحكيم الذي يقوده الرئيس عباس وينتهجه، ولكن، للصبر حدود.
الدول الأربع، اذا كانت معنية بفتح أبواب التطبيع مع اسرائيل، فهي حرة في ذلك، وليس مستغربا أن تقدم على هذا الفعل، لكن، لن تكون فلسطين قيادة وشعبا الجسر لهذا العبور المذل باتجاه تل أبيب، واذا كانت هناك أنظمة تشفق على هذا المقاول أو ذاك فتبقيه على أراضيها، فلا مكان له على أرض فلسطين قبل أن يأخذ القضاء مجراه، وأن ينزل أحد "بالبراشوت" على رأس المشهد السياسي الفلسطيني فهذا بالتأكيد لن يحدث...