” لا داعي إلى تنفيذ المؤامرات أو الإعداد لها الآن من أجل النيل من العرب، لأن العرب أنفسهم يلعبون هذا الدور بشكل رائع، لذا على إسرائيل وأمريكا التوقف عن لعب هذا الدور لبعض الوقت حتى ينهي العرب على دولهم بأيديهم ويفككونها إلى دويلات متناحرة عبر تغذية الصراعات العرقية والطائفية “.
هكذا بدأت صحيفة “يسرائيل هيوم” تقريرها الذي ترجمته “وطن”.. مشيرة إلى أنه دائما ما يتم اتهام أمريكا وإسرائيل على وجه التحديد بتقويض وتقسيم الدول العربية للسيطرة على كنوز الشرق الأوسط، لكن الآن العرب أنفسهم الذين يعكفون طوال السنوات الأخيرة على تدمير بلدانهم، لذا من المفترض أن يتم إعادة تشكيل كيانات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، وهذا الأمر على وشك الحصول ويبدو الشرق الأوسط في الشكل الجديد.
واعتبرت الصحيفة أن العرب جنوا أقبح المكاسب من الثورات، حيث كانت واحدة من النتائج المترتبة على الربيع العربي أنه اشتد الخلاف في المجتمع العربي، وزيادة الفجوة بين المتدينين والعلمانيين، وبين القوميين، وصار الحديث أنه يجب أن يكون دولة للسنة وأخرى للشيعة، وعلى ضوء هذه المطالبات تم خلق الصراعات في بعض البلدان التي ستؤدي في نهاية المطاف، وفقا لتقديرات الخبراء في العالم العربي إلى تقسيم الدول وتفككها، كما أنه على ضوء هذه الأحداث المتلاحقة أصبحت منطقة الشرق الأوسط معضلة كبيرة، ومحاولة تخمين ما سوف يكون أمر صعب في حد ذاته.
وبدأت يسرائيل هيوم في رصد واقع الشرق الأوسط من مصر، حيث بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي اندلعت الصراعات بين الإخوان المسلمين والسلطة الحاكمة، ثم بعدها تزايدت الأضرار التي تلحق بالمسيحيين، حيث دائما الأبرياء هم الذين يدفعون ثمن الكراهية والعنصرية. ووفقا لهذا، يبدو أن تغييرات كبيرة ستحدث في مصر.
وأوضحت الصحيفة أنه اليوم، وبتشجيع من المؤسسة المصرية، هناك عملية هجرة سلبية واسعة، وهناك صراعات عرقية في شبه جزيرة سيناء المصرية، حيث باتت اليوم تخلو من أي مظاهر تؤكد أن مصر دولة ذات سيادة في سيناء، وأصبحت لا ترى بها سوى المناطق العسكرية فقط.
ومن مصر إلى جارتها الغربية، حيث من المحتمل أيضا أن يتم تقسيم ليبيا إلى ثلاثة كيانات، حيث سوف يسيطر الغرب على أنصار الثورة، الذين قاتلوا القذافي، وتنتشر القاعدة في الحدود الشرقية، وأخيرا سيكون دولة ليبيا الجنوبية التي ستجمع العديد من القبائل البدوية.
وانتقلت الصحيفة من ليبيا إلى لبنان، حيث تم تقسيمها إلى فريق يتلقى الدعم الإيراني مثل حزب الله الذي لا يسمح باختيار الرئيس مسيحيا مارونيا، وعلى ضوء هذا فإن الجنوب سوف يخضع لحزب الله والدروز كما يفعلون يسيرون شؤون حياتهم في الجبال، كما فعلوا لعدة قرون، وإلى الشرق من بيروت وفي طرابلس تهيمن الطائفة المسيحية، في حين أن أجزاء كبيرة من العاصمة يسيطر عليها السنة.
وفي سوريا، سيؤسس العلويين وأنصار الشيعة الدولة الخاصة بهم في طرطوس والمسلمين السنة سوف يقيمون دولة في حلب، وسيكون كيان كردي في الشمال يتأسس سياسيا وجغرافيا تحت مسمى جمهورية كردستان.
ولفتت يسرائيل هيوم إلى أنه بعد انهيار نظام صدام حسين كانت هناك نزاعات وصراعات على السلطة بين السنة والشيعة الذين يتلقون الدعم من إيران وكما ذكر أعلاه، في شمال كردستان تم تأسيس دولة كردية، وبالمنطقة الجنوبية في البصرة سيتم إنشاء دولة الشيعة، في حين سوف يبقى المسلمين السنة في العاصمة بغداد والموصل والفلوجة.
وعن السودان، قالت الصحيفة منذ عدة سنوات أنشئت جنوب السودان جمهورية عاصمتها جوبا، ويبقى الشمال تحت سيطرة عمر البشير، واليوم أنباء تتحدث عن احتمال وجود دولة ثالثة في دارفور، أما اليمن فهي البلد الذي تم تقسيمها لعدة عقود وجمع شملهم مرة أخرى في عام 1990. واليوم، وبعد فشل الثورة، استغل الحوثيون، وبدعم من إيران، وفي ظل الفراغ السياسي تأسيس وجود فعلي باليمن للشيعية جنوب البلاد. أما بالنسبة لأهل السنة فسوف يبقون في الجار القريب شمال المملكة العربية السعودية.