دوائر دبلوماسية ترى أن هذا الالحاح له دوافعه، وطارحو عقد اللقاء يلتقون في أهداف مرسومة، ودول محور الاعتدال العربي لها نصيب في ذلك، وكل المحطات المقترحة، ومناشدي عقد اللقاء، لم يأتوا على ذكر ما يجب على نتنياهو دفعه من استحقاقات، لا وقفا للاستيطان أو اطلاق سراح دفعة الاسرى، ما قبل أوسلو.
اذن، وحسب الدوائر نفسها، فان المطلوب عقد اللقاء لمجرد اللقاء، واستنئاف المفاوضات وادارة عجلتها لا أكثر ولا أقل، على أمل أن يوافق الجانب الفلسطيني على ما ترسمه دول الاعتدال مع اسرائيل، أي فتح أبواب التطبيع واشهار العلاقات، تكون المفاوضات، أو لقاء عباس نتنياهو القناع والغطاء، ثم، الضغط على الفلسطينيين في مرحلة ما لقبول مبادرة حل للصراع، تتصدر الدعوة للتطبيع بين العرب واسرائيل بنود هذه المبادرة، والانتقال الى المؤتمر الدولي في باريس للتصديق على هذه المبادة والقبول بها من الجانبين.
فالدعوات لعقد لقاء بين عباس ونتنياهو واستئناف المفاوضات لا تتعارض أبدا مع عقد المؤتمر الدولي، وما نشهده من تحركات ولقاءات ونسمعه من تصريحات في هذا الميدان، وضعت ايقاعه دول الاعتدال بالتنسيق مع واشنطن وتل أبيب، لهدف لا يصب في صالح الشعب الفلسطيني وقضيته.
ولا تشك الدوائر لحظة واحدة في حجم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية من جهات عديدة، ضغوط تحمل أحيانا ادعاءات بالحرص والاسناد، لشعب فلسطين تثبت الحقائق والوقائع على الارض زيفها وكذبها.
وتضيف الدوائر أن لقاء نتنياهو عباس في حال حصوله، سيكون مقدمة لعقد المؤتمر الاقليمي، ولا ضير أن يعقد اللقاء في موسكو، حتى "تخلي دول محور الاعتدال طرفها" وتخفي حجم مشاركتها في نصب الكمين.
والسؤال الذي تطرحه الدوائر الدبلوماسية، هل سيوافق الرئيس عباس على دخول المصيدة برجليه؟!! وهو الذي يواجه ضغوطا شديدة من كل جانب!!
الدوائر الدبلوماسية، تؤكد أن ما نشهده من اتصالات وتحركات ويطرح من دعوات واقتراحات هو تغييب للفلسطينيين واستخفاف بوعيهم وتجاهل لقضيتهم.. مقابل اخراج سيناريو التطبيع العربي الاسرائيلي.