2024-11-27 03:00 م

المجتمع الاسرائيلي يواصل انجرافه نحو اليمين * ولاية ثانية لنتنياهو و "طوشة نسوان" في اليسار

2012-12-02
القدس/المنـــار/ أثبتت الانتخابات الداخلية في الاحزاب الاسرائيلية انجراف المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين والتطرف، في حين يواصل اليسار انكماشه وسط تشتت يبعده عن دائرة التأثير في صنع القرارات والسياسة في اسرائيل.
ويتضح من استطلاعات الرأي وما يدور داخل الاحزاب الاسرائيلية أن بنيامين نتنياهو المتحالف مع افيغدور ليبرمان ذاهب الى ولاية جديدة، بعد فشل اليسار في ايجاد منافس له، وما يزيد من فرص احتمال فوز نتنياهو، هو النتائج التي اسفرت عنها الانتخابات الداخلية، التي تشير الى انجراف نحو اليمين وبسرعة مذهلة، والقائمة الاكثر يمينية التي انتخبها الليكود سوف تجلب للحزب المزيد من المقاعد كما تفيد استطلاعات الرأي.
غير أن القائمة في حزب العمل تعتبر متوازنة بين معسكرات ثلاثة، معسكر يحيموفيتش ومعسكر عمير بيرتس ومعسكر بن اليعازر، وبالتالي، هذه القائمة قد لا تسمح للقيادي في الحزب عمير بيرتس تقييد انضمام زعيمة الحزب الى ائتلاف بقيادة الليكود، ونظرة الى الحلبة الحزبية استنادا الى استطلاعات الرأي ، فان الحكومة القادمة ستكون موسعة تضم العمل والليكود مع اسرائيل بيتنا وحركة شاس، ومن غير المستبعد دخول يئير لبيد ايضا الى هذه الحكومة التي على ما يبدو لن يكون فيها مكان لتسيفي ليفني في حال طرحت نفسها وكأنها الوصية والوحيدة الداعية الى السلام مع الفلسطينيين، فحزب العمل سيضطر الى التأكيد على اهمية التفاوض مع الفلسطينيين، لكن، لن يضعه شرطا للوصول الى الائتلاف بزعامة نتنياهو.
وبالنسبة لمعسكر اليسار ، فانه يواصل تراجعه وانكماشه، كلما اقتربنا من موعد الانتخابات، وعدم التوصل الى اتفاق وائتلاف بين تسيفي ليفني ويئير لبيد أضاع عليها المقاعد التي كان يفترض أن يحصل الاثنان عليهما فيما لو خاضا الانتخابات في قائمة واحدة.
أما تسيفي ليفني ،فلن تحصد الكثير من المقاعد كما توقع لها البعض، فهي لم تقدم للناخب الاسرائيلي سببا مقنعا كافيا لعودتها الى الحياة السياسية، وسيكون هناك صراع بين اليسار نفسه، على الاصوات نفسها، بين زعيمة ميرتس غلئون، وتسيفي ليفني وشيلي يحيموفيتش زعيمة حزب العمل، ومع الاغلب سيواصل ايهود باراك مهامه وزيرا للدفاع في حكومة نتنياهو المرتقبة، على اساس مهني، ونتنياهو يستطيع تشكيل حكومة من اليمين، لكنه، يدرك بان المرحلة القادمة تحتاج منه تحسين ملامح حكومته، وأن يضيف اليها بعض "التزويق" الديكور اليساري أو من الوسط كحزب العمل وهذا ما يستعد للقيام به.