قال عمدة نيويورك إن المسلمين يعيشون "في مرمى التعصب"، وذلك بعد يوم من مقتل إمام مسجد ومرافقه أثناء خروجهما من المسجد.
وقُتل الإمام مولاما أكونجي (55 عاما) ومرافقه ثري الدين (64 عاما) بإطلاق النار عليهما في الرأس بحي كوينز.
ويقول بعض رواد المسجد إن الواقعة تعتبر جريمة كراهية، في حين تقول الشرطة إنه لا يوجد حتى الآن دليل على استهداف الفاعل للضحيتين كان لسبب عقائدي.
وفي الوقت الحالي، تسجل الهجمات على المساجد في الولايات المتحدة أعلى معدلاتها منذ بدء تسجيل مثل هذه الوقائع.
واقترب الجاني من القتيلين، وهما من أصول بنغالية، وأطلق الرصاص على رأسيهما من الخلف لدى مغادرتهما المسجد، بحسب الشرطة.
وشوهد رجل بحوزته سلاح يغادر مكان الجريمة في منطقة أوزون بارك، لكن لم يُلق القبض على أحد.
وتقول الشرطة إن المشتبه به "ذو بشرة متوسطة اللون"، ونشرت رسما تصوريا له أمس.
وقال عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، في بيان إنه "رغم عدم معرفتنا بدوافع القتل حتى الآن، إلا أننا على علم بأن المسلمين أصبحوا في مرمى التعصب. وما زال يتحتم علينا العمل على معالجة الانقسامات التي تهدد عظمة مدينتنا وبلدنا".
وقالت الشرطة إن أكونجي كان يحمل ألف دولار عند قتله، لكن المبلغ لم يُسرق.
وحصلت جريدة نيويورك دايلي نيوز على مقطع فيديو، يُرجح أنه لعملية القتل، ويظهر فيه رجل يقترب بسرعة من الرجلين من الخلف، ويطلق النار عليهما، ثم يهرب.
وقال ابن شقيق أكونجي "لم يكن (أكونجي) ليؤذي ولو ذبابة. كان بإمكانك رؤيته وهو يمشي في الشارع في هدوء وسلام"..
وتظاهر العشرات في موقع الجريمة، وهتفوا "نريد تحقيق العدالة".
ونشرت جامعة كاليفورنيا تقريرا بالتعاون مع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، ورد فيه أن المساجد كانت عرضة لـ78 هجوما في عام 2015، وهو أكبر عدد من الهجمات منذ بدء الإحصاء في عام 2009.
"عمل من أجل السلام"
وفي العام الماضي، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن جرائم الكراهية ضد المسلمين والمساجد في الولايات المتحدة زادت ثلاثة أمثال بعد هجمات باريس وسان بيرناردينو.
وقال عدد من المتظاهرين في اوزون بارك إنهم يرون الآن عواقب خطاب الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، دونالد ترامب، والتي طالب فيها بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وأوردت وكالة أسوشيتد برس على لسان أحد المتظاهرين، ويُدعى منير شودري، أن "الأمر أصبح جنونيا في هذا الحي بسبب ترامب والانتخابات. هو يكره المسلمين. أحب هذا الحي، وأصبحت خائفا".
كما أُقيمت مراسم تأبين للرجلين في بنغلاديش.
وأدان وزير الخارجية البنغالي، محمد شهرير علام، الحادث الذي وصفه بأنه "عمل جبان استهدف رجلين محبين للسلام".
وقالت السفيرة الأمريكية في العاصمة البنغالية دكا إن أكونجي "عمل من أجل السلام. نشارك بنغلاديش في إدانة قتله، والاحتفاء بالمبادئ التي دافع عنها".