حرييت – التقرير
اجتمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وذلك لأول مرة منذ حادثة إسقاط الطائرة الروسية، ويهدف الاجتماع إلى إعادة الهدف الذي وضعه الطرفان، وهو تحقيق تجارة متبادلة بقيمة 100 مليار دولار. كما أشار أردوغان في تصريحات للصحافة الروسية، إلى أنّ تركيا جاهزة لاتخاذ خطوات إضافية على طريق تحقيق مشروع خط السيل التركي لنقل الغاز الطبيعي.
ومن المنتظر أنْ يكون هذا الاجتماع بداية مرحلة إعادة العلاقات بين روسيا وتركيا إلى وضعها الطبيعي، خصوصا في ظل حاجة البلدين لبعضها البعض، فقد أشار أردوغان إلى أنّ تركيا “استوردت من روسيا في شهر تموز/يوليو الماضي، ما مقداره 12.5 مليار دولار من الغاز الطبيعي، وهذا يدلّ على أنّ روسيا شريك اقتصادي مهم بالنسبة لتركيا”.
ورافق أردوغان وفد من عدد كبير من رجال الأعمال الأتراك، ويحمل الاجتماع أهمية بالغة لإعادة العلاقات التجارية، كذلك السياحية وفي مجال الطاقة بين تركيا وروسيا، خصوصا فيما يتعلق بأنابيب نقل الغاز الطبيعي، ومحطات إنتاج الطاقة النووية.
كما يجري الحديث عن أنّ المرحلة الأولى من مراحل إنشاء خط أنابيب الغاز، تتمثل بإيجاد أنبوب نقل غاز من روسيا إلى تركيا يمر أسفل البحر الأسود، ويستطيع نقل 15.7 مليار متر مكعب من الغاز إلى تركيا. أما المرحلة الثانية فيجري التخطيط لنقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى جنوب أوروبا. كما من المتوقع أنْ يتم العمل على إنشاء محطة “أك كويو” لإنتاج الطاقة النووية، باستثمارات تبلغ 25 مليار دولار.
ويسعى الطرفان إلى زيادة حجم التجارة المتبادلة بينهما، في مجالات السياحة والغذاء والمنتجات الصناعية، حيث سيتم التباحث بشأن تسهيل السياحة من خلال بحث موضوع تأشيرات الدخول، كما وقّع بوتين في السابق على إعادة رحلات “تشارتر” التجارية بين الطرفين، وبدأ السياح الروس بالقدوم إلى تركيا. ورفعت روسيا العقوبات، التي فرضتها على استيراد الخضروات والفواكه من تركيا، وذلك قبل أسبوعين، حيث منعت روسيا بداية من هذا العام استيراد الطماطم والبرتقال والتفاح والخيار والمشمش والدراق والعنب والفراولة والبصل وغيرها.
وتُشير معطيات الإحصاء التركية، إلى أنّ حجم التجارة الخارجية المتبادلة بين الطرفين خلال 6 أشهر الماضية، انخفضت بنسبة 35% مقارنة بالعام الماضي، فقد انخفض حجم التبادل التجاري من 13 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الماضي، إلى 8.5 مليار دولار خلال النصف الأول من هذا العام، كما تأمل روسيا في استعادة العلاقة التجارية بين البلدين بصورة سريعة، لتعود كما كانت في الماضي، كذلك تأمل بعودة النشاط السياحي بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
يُذكر أنّ العلاقات الروسية التركية ساءت بعد إسقاط مقاتلات تركية لطائرة روسية من نوع SU-24، بعد اختراقها للأجواء التركية، وفرضت روسيا بعد ذلك عقوبات على تركيا، أدت إلى تراجع كبير في حجم التبادل التجاري بين البلدين. وأشارت بعض المصادر الصحفية في الآونة الأخيرة إلى أنّ جماعة غولن قد تكون المسؤولة عن حادثة إسقاط الطائرة الروسية.
المصدر صحيفة التقرير