القدس/المنــار/ السؤال المطروح في الساحة الفلسطينية هذه الأيام، هل ستعقد الانتخابات البلدية في موعدها المحدد؟! الرئيس الفلسطيني من جانبه وفي المجلس الثوري أكد أن الانتخابات ستجري رغم كل العراقيل ومهما كانت الصعاب، ويبدو أن موقف الرئيس جاء ردا على أصوات من داخل فتح، طالبت بتأجيل المعركة الانتخابية، ولها أسبابها ووجهة نظرها.
لماذا يبرز ويطرح هذا التساؤل، مع اقتراب الموعد، وفي ظل حراك نشط استعدادا لهذه الانتخابات؟ ويبدو أن احتدام الصراعات على تشكيل القوائم والتحالفات يقف وراء الراغبين في التأجيل، ففي بعض المدن طفت خلافات من الصعب تذليلها.. ووفد حركة فتح في غزة، على ما يبدو لم ينجح بعد في "لملمة" الصفوف، وهناك تهديدات بالعرقلة والتخريب رغم بيانات الحرص المنطلقة من هنا وهناك، لذلك، الصورة غير واضحة المعالم والعناصر.. والخشية كبيرة ومرعبة من نزاعات وتشرذم داخل صفوف فتح، بمعنى، أن الرغبة في اجراء الانتخابات وفي موعدها حاصلة، لكن، المحاذير موجودة وكثيرة.
وما يجري داخل فتح، يؤكد عمق الخلافات وتباين المواقف واصطفاف التيارات، وبالتالي، الحركة قلقة على عكس موقف رئيسها، الذي أكد دعمه لأي تيار يفوز في هذه المعركة الانتخابية، ويرى فيها المقربون منه، ان اجراءها مقدمة لمعارك انتخابية، طال انتظارها.
حماس من جهتها، هي الاخرى قلقة، وتوتر يخيم على قياداتها، وتخشى أن تخسر في غزة والضفة، لذلك، هي تدرس بدقة اقامة التحالفات واختيار القوائم من داخل الحركة أو خارجها، خاصة وأن حلفاءها في الاقليم دخلوا مآزق حادة، ستؤثر سلبا على برامجها، ومواقفها وفرص نجاحها، أما في الشارع فيبرز موقف ملفت، وهو رفض قطاعات كبيرة للحركتين فتح وحماس، وفي حال استثمار ذلك، وجرت الانتخابات فان خسارة كبيرة ستلحق بالتيارين الكبيرين المتصارعين، وهذا أحد أسباب الدعوة الى تأجيل الانتخابات، واذا ما تأجلت فان حماس ستصعد من اتهاماتها لفتح والسلطة، ويتضح من خلال متابعة مواقف التيارات في الساحة الفلسطينية، أن هناك فصائل عادت وتراجعت عن موقف المشاركة في الانتخابات كالجهاد الاسلامي، وليس مستبعدا أن يتبع هذا الفصيل وفصائل أخرى، اذا لم تنجح في تشكيل قوائم مشتركة فيما بينها أو مع حركة حماس.
وتبقى المحاذير موجودة، واحتمالات التأجيل الانتخابي واردة، ومن هذه المحاذير، تطور في الصراعات داخل حركة فتح، ويتقن قيادتها بأن فرص فوز حركة حماس كبيرة، اضافة الى القلق من امكانية استخدام اسرائيل لهذه المعركة الانتخابية، بأن ترفض التعاطي مع السلطة الفلسطينية تحت ادعاء عدم شرعيتها، وانها مضطرة للتعامل مع الأجسام المنتخبة في البلديات.
ويقول مصدر فلسطيني لـ (المنـار) أن التوجه لتأجيل الانتخابات البلدية من جانب دائرة صنع القرار، ما يزال قائما، وتزداد امكانية اتخاذه وتنفيذه.