القدس/المنـار/ أسباب ما يمكن تسميته بـ "الفلتان الأمني، كثيرة، تتشابك فيه خيوط داخلية واقليمية ودولية، وقد تتلاقى الجهات المتداخلة في هذه المسألة من حيث الأساليب والأغراض، وهذا يشكل خطورة كبيرة.
صحيح، أن هناك عناصر خارجة على القانون، لهؤلاء أغراض ودوافع.. لكن، كثيرون، هم "مستزلمون" لقيادات بعينها، وهذا أمر يستدعي الفحص والتدقيق والمعالجة، بعيدا عن "الطبطبة" وتدخلات "البكايات"، المتجذرين في دوائر صنع القرار، الذين يوما ما، سيقودون حملات التجني والاتهام لمن سمح لهم بهذه المكانة، يمارسون من خلالها الدس والتحريض واشعال الفتن.
أما الأمر الثاني، فهو تصارع الأجهزة، الموجود منذ سنوات طويلة، وان، يخشى البعض الحديث عنه، فهو الرعب من ردود الفعل، وأساليب مدارس "الشيطنة"... ما دام الاعلام غائبا ومغيبا ومدفوع الأجر للصمت وقلب الحقائق، والمدح المبتذل.
يتم التعاطي مع مسألة الفلتان، وفق العلاقات الشخصية، لهذا العنصر وذاك القيادي وقربه من الجهاز الفلاني أو العلاني، أو ما يمكن تسميته بـ "عقاب المجاكرة" و "النكاية"، والشواهد على ذلك كثيرة، والاستمرار في هذه اللعبة المقيتة، يزيد من اشتعال الفلتان الذي يخرب الديار.
والحقيقة المرة، أنه حتى الآن، لم نر توجها حقيقيا مدروسا، للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، والوضع باق على حاله،ـ وتطوره سيكون للأسوأ، فالتقارير لأولي الأمر متضاربة، وربما متقاربة، رغم التصارع الموجود حفاظا على المواقع والرتب وعصا السطوة واستغلال الموقع، للمضي قدما في سياسة الاحقاد الشخصية، التي تنخر المؤسسات والهيئات والوزارات، بسبب غياب عصا المساءلة والمحاسبة والقصاص.
والسؤال الذي يطرح نفسه، بقوة: كيف ستجري الانتخابات البلدية، في ظل هذا الوضع، وهذا التصارع، والتناحر داخل البيت الواحد؟! وهل، سيكون الفلتان و "كيد" المتنفذين المترجم على أرض الواقع من الضرب المبرح، وحرق السيارات، واطلاق الرصاص وتشويه السمعة.. الذريعة لتأجيل الانتخابات وعدم الاقتراب من صناديق الاقتراع.
تنويه/ الفلتن الأمني ليس وحده الذي يعصف بالساحة، فهناك فلتا مؤسساتي و "قراراتي" بأشكال مختلفة!!