2024-11-29 06:53 م

السلطة وحماس.. تنافس على ود السلطان العثماني!!

2016-07-24
القدس/المنـار/ يبدو أن السلطة الفلسطينية وحركة حماس تلتقيان على "محبة" رئيس النظام التركي رجب أردوغان، مع أن موقفه من الجانبين المتصارعين، اللذين يدوران في دائرة الانقسام، متباين تماما.
فمنذ الاعلان عن فشل الانقلاب في تركيا سارعت السلطة الفلسطينية الى تهنئة أردوغان، وراجت تتغنى بديمقراطية نظام أنقرة، ولم يبق الا ان تقيم الولائم والافراح في شوارع الضفة الغربية، أما حركة حماس فأشادت بقدرة جماعة الاخوان على افشال الانقلاب، وبعثت بالتهاني والتبريكات الى أردوغان، فهي تعشق دفء حضنه ورعايته لها، وعرابا للهدنة طويلة الامد بين الحركة واسرائيل، ومدعيا لفك الحصار عن قطاع غزة، أو بشكل جزئي على الأقل، دون "البوح" بأن اتفاق أنقرة ـ تل أبيب كان على حساب أهل القطاع وحكم حماس، على طريق تدجينها والقاء سلاحها، للانخراط بالكامل الى جانب تركيا ومشيخة قطر في ملفات وأحداث المنطقة.
وتهنئة السلطة لأردوغان، وامتداحها له، يعني أنها مرتاحة لسياساته، مع أنها معادية لشعب فلسطين وتمس بقضيته، ومدمرة للساحة العربية، التي انشغلت بفعل تآمر وسياسات أردوغان عن دعم الشعب الفلسطيني، فالنظام العثماني الجديد، هو نظام دموي ارهابي، وليس ديمقراطيا، بل معاديا للأمة العربية، متحالفا مع اسرائيل الى أبعد الحدود، لذلك، الموقف الفلسطيني الرسمي من الانقلاب يندرج في اطار التخبط السياسي، وبالتالي، هناك تلاق غريب ازاء ما شهدته ركيا مؤخرا بين حماس والسلطة الفلسطينية، مع أن أنقرة تشجع بقاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، فعل الجانبان السلطة وحماس هما أيضا غير معنيتين بالمصالحة؟!
وترى دوائر سياسية أن "انزلاق" السلطة في مديح نظام أردوغان، يغلق أمامها أبوابا كثيرة، ويبقيها خارج دائرة الفعل والتأثير ويقصيها عن دائرة التشاور الخاصة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وتقول هذه الدوائر لـ (المنـار) أن نظام أردوغان بالتعاون مع مشيخة قطر وجماعة الاخوان، تعمل معا لاسقاط المشهد السياسي الفلسطيني، والاشراف على ترتيب مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس، واستقبال أنقرة لقيادات السلطة الفلسطينية، هي علاقات عامة و "رفع عتب" ومجاملة لا أكثر، وهذا الأمر، يبدو أن قيادات السلطة لم تدركه بعد.
وتضيف الدوائر أن السلطة الفلسطينية والمشهد السياسي في مأزق حاد، لكن، الانزلاق باتجاه انقرة وحاكمها، ليس الطريق لكسر هذا المأزق، وانما بموقف صلب ثابت من كل ملفات وأحداث المنطقة، والابتعاد عن الدول المشاركة في المؤامرة الارهابية على الشعوب العربية، وتلك التي تتآمر على القضية الفلسطينية، لا السير في ركابها أيا كانت الدوافع والتبريرات.
ان ابواب العواصم تغلق تباعا في وجه قيادة السلطة الفلسطينية، فالاردن، تتحفظ على سياسة السلطة، والفتور بين الجانبين الفلسطيني والاردني لم يتبدد، وزيارات العلاقات العامة، لا تعني أن هناك رضى أردني، والعلاقات الفلسطينية المصرية في تراجع، وزيارات لقاءات المجاملة لا تعني شيئا، وأبواب ودول خليجية مغلقة أو مواربة، وبعضها، يشارك في التآمر على المشهد السياسي الفلسطيني، وبالتالي ليس غريبا أو مفاجئا هذه التجاوزات من جانب الأنظمة العربية، لحقائق كانت ثابتة فرضتها هيبة القيادة الفلسطينية، والانظمة المذكورة تقفز من فوق السلطة في التشاور بشأن حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهناك كمائن تنصب للقيادة الفلسطينية، ولم تعد طرفا في أية تحركات ولقاءات اقليمية ودولية، لانعدام موقف ثابت حاسم وغير متغير، من سياسات الدول العربية المعادية للشعب الفلسطيني وشعوب الامة العربية.