2024-11-29 06:33 م

العبث الاماراتي في الساحة الفلسطينية!!

2016-07-09
القدس/المنـار/ من المتعارف عليه، ولدى الدول التي تحترم نفسها، وتعمل لصالح شعوبها، أن لا تقترب من بناء علاقات شخصية وفردية على حساب المصالح الوطنية، وعكس ذلك، فان خزائن المال المتوفرة لدى هذه الدولة أو تلك لن تنجح في اصلاح هذا الخلل القاتل، وهو خلل يكشف عقم القيادات وخلطها بين الخاص والعام، وجهل في السياسة والعلاقات الدولية.. وينفي عنها صفة الدولة، والقدرة على ادارة بل وشعب، بمعنى ن انتهاج أي نظام لسياسة العلاقة الشخصية في بناء العلاقات مع الدول الاخرى، يعني أن هذا النظام جاهل وصبياني، ويعمل في غير صالح شعبه ارضاء لجهة أو فرد، ومن السهل مع أول أزمة تواجهه أن تسقط قواعده وتدمر أساساته. نسوق هذه المقدمة، ونحن أمام تزايد للعبث الاماراتي في الساحة الفلسطينية، الى درجة سعي النظام القائم في ابو ظبي الى التحكم بالقرار الفلسطيني وفق أهوائه بما يخدم مصالحه، والدور الذي يضطلع به في اطار مؤامرة "الربيع العربي". هناك قطيعة بين دولة الامارات والقيادة الفلسطينية، بفعل سياسة عرجاء تستخدمها وتنتهجها القيادة الاماراتية في تعاطيها مع الفلسطينيين وقيادتهم، سياسة عمقت الشرخ وباعدت المواقف، سنوات من القطيعة، قد تتسبب في حدوث أحقاد بين الشعبين، بمعنى، أن الشعب الفلسطيني يدفع نحو اتخاذ موقف ضد دولة الامارات، التي تتدخل في الشأن الفلسطيني، وتحاول محمومة رسم السياسة الفلسطينية، تدخل هو العبث بعينه، وهذا غير جائز ومرفوض قطعا. ان انحياز النظام الاماراتي الى فئة بعينها أو شخص بعينه ضد رغبات شعب وقيادة تدير شؤونه، يثير الاستهجان والسخرية في آن، ويكشف قصر النظر الذي يعاني منه هذا النظام، الذي يواصل سياسته الظالمة ضد الفلسطينيين، بل ذهب أبعد من ذلك، عندما راح يحرض هذا النظام وتلك القيادة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، في خطة لاغلاق الأبواب والعواصم في وجه القيادة الفلسطينية، والتصرف مع أي مواطن فلسطيني زائر أو راغب في العمل حسب أهواء مقاوليه. العبث الاماراتي في الساحة الفلسطينية والتدخل السافر في الشأن الداخلي الفلسطيني لم يتوقف، بل هو في تزايد، وتحولت الامارات الى "وكر" للتحريض والدسائس والتجييش ضد فلسطين وشعبها، ووصل التمادي في القيادة الاماراتية أن اتجهت صوب دول أخرى كمصر والاردن والمغرب للتحريض على القيادة الفلسطينية، وقلب المشهد السياسي الفلسطيني، لحساب مقاوليها على غير رغبة الفلسطينيين. والسياسة الاماراتية ضد الشعب الفلسطيني، لم يعد السكوت عليها حرصا، أو تجاوزا، أو قفزا عنها، فهي سياسة اشغال والهاء تستهدف الساحة الفلسطينية، اضرارا واساءة وتركيعا وبالتالي، القيادة الفلسطينية مدعوة للتخلي عن سياسة المجاملة وغض الطرف والصبر على الأذى والانتظار لتغيير سياسات، وأن تنتقل الى مصارحة شعبها، وكشف المستور، لأن التدخل الاماراتي، وصل الى درجة كسر العظم تحريضا وتجييشها وتشويها. ويتساءل كثيرون، هل ما تنتهجه القيادة الاماراتية، والمتنفذ فيها ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، هو للتغطية على الدور الذي تضطلع به الامارات في تخريب الساحات العربية، ورعاية العصابات الارهابية، والعدوان بأشكاله على شعوب الأمة، واقامة العلاقات التحالفية مع اسرائيل، وعقد الاتفاقيات الاستخبارية معها، والاقتراب من التطبيع العلني معها، وأيضا رعايتها الشركات والمعسكرات الارهابية، المنشرة في الاراضي الاماراتية؟!!