وتقول مصادر مطلعة مقربة من قيادات حماس لـ (المنـار) أن ما تشهده الحركة هذه الأيام هو مراجعة لسياسات ومواقف سابقة متخذة، ودراسة السلبيات والايجابيات لصياغة مواقف جديدة بعد نصب ميزان الربح والخسارة، لكن، من وجهتي نظر مختلفتين، بمعنى، أن هناك قيادات ترى في مواقف اتخذتها القيادة أضرت كثيرا ببرنامج وسمعة الحركة، وزجت بها في صراعات غير مجدية، وزادت من حدة حصارها، وأفقدتها أعدادا كبيرا من المناصرين، متأثرة بذلك عسكريا وماليا.
وتضيف المصادر أن الاسابيع الأخيرة كشفت عن عمق الخلاف داخل قيادة حماس، وتضارب المواقف وتباين التوجهات، ففي الوقت الذي يعلن فيه موسى أبو مرزوق عن شكر وتقدير الحركة لايران، واعترافه بالدعم الايراني للحركة، والرغبة في تعزيز العلاقة بين حماس وايران، يخرج خالد مشعل لتوجيه الشكر والتقدير والاعتراف بالجميل لتركيا، وحرص أنقرة على الحركة، وهذا يؤكد ما يتردد عن خلافات داخل قيادات الحركة، وبأنها تمر بمرحلة مفصلية تستدعي منها، الخروج بمواقف واضحة وصريحة، وهذا التباين أيضا يكشف رفض قيادات في حماس لسياسة قيادة مشعل التي أدت بالحركة لأن تكون رقما في تحالف مشيخة قطر وتركيا والامتثال الحرفي لجماعة الاخوان.
ان التوجه الجديد الذي يقوده على ما يبدو موسى أبو مرزوق، يؤشر لطبيعة المعركة الانتخابية القادمة، وملامح هويات الفائزين، وبأن هناك في حماس من يرفض سياسة مشعل، ومعاداة قيادة الحركة للشعب السوري والدولة السورية، ووضع حماس لأوراقها في السلة القطرية التركية الاخوانية، وضرورة العودة الى علاقات قوية مع ايران الذي اعترف أبو مرزوق بأنها قدمت الكثير لحركة حماس. وتشير المصادر، الى أن خالد مشعل عندما يعلن عدم ترشحه لرئاسة المكتب السياسي، فلأنه يدرك حجم الرفض لسياسته وتحالفات الحركة مع أنقرة والدوحة، وابتعاده عن دمشق وطهران وحزب الله، والوقوف في الخندق المعادي لقضايا الأمة، وهذا الخندق الذي يقود الارهاب ويرعاه، ويعمل في الباطن وبكل جهده لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال تمرير حل تصفوي متفق عليه مع اسرائيل، وبرضى اخواني خليجي.
يذكر أن شيوخ الفتنة الذي يتزعمهم المأفون يوسف القرضاوي، هاجموا بشدة تصريحات أبو مرزوق التي تعترف بحجم الدعم الكير الذي قدمته ايران لحركة حماس، وبالتالي، ضرورة اعادة ربط العلاقات مع طهران ودعمها.