تقول مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع لـ (المنـار) أن الظواهر العبثية في الساحة الفلسطينية، في ازدياد، وبتفريخ ممنهج، فمع الاستعدادات المرعبة، لمرحلة تصادم قادمة وواقعة لا محالة، لضحالة نفكير القائمين عليها، واعتمال صدورهم بالسيطرة والتملك والاحقاد، استعدادات وصلت الى حد التسليح والعودة الى عصر الميليشيات وأجواء التشويه والاشاحات، ومن تحت هذه الظاهرة وفوقها، هناك زحف من جانب حركة حماس الى مستويات ليست بسيطة داخل المؤسسات الفلسطينية، وأدخلت الحركة عناصر لها في أكثر من مؤسسة باتفاقيات مرحلية من البعض الذي عرف يوما وسابقا باعتراضه ورفضه لسياسة حماس، لكن، تلاقي المصالح والنكاية، والوصول بأي ثمن، قواعد استند اليها هذا الزحف الذي لم يواجه الا بالتفريط.
هذه الظاهرة، تتم بعيدا عن أعين من هم في دوائر صنع القرار حتى الضيقة منها، لانشغالهم في مسائل أخرى، هي ايضا تصارعية تناحرية حيث لا يوجد متابعة أو مساءلة، أو صدقية في التعاطي بين المسؤول وتابعيه، بفعل عمى التقارير الكيدية التي تنضح حقدا وتشويها.
وتضيف المصادر أن استمرار هذا الحال داخل المؤسسات، فان المسؤولين سيجدون أنفسهم داخل شراك وكمائن هذه الظاهرة، المتعمقة، لا حول لهم ولا قوة، بعد أن انعدمت المتابعة والمساءلة، وصعد التفريط ليكون سيد الموقف، في مؤسسات تعيش حالة اهتزاز يدركها كل من يتمعن في ما يدور داخل غرفها وأروقتها.