2024-11-29 08:40 م

الاتفاق التركي الاسرائيلي.. رضوخ أنقرة وحماس تدفع الأثمان؟!

2016-06-21
القدس/المنـار/ التعاون الأمني بين اسرائيل وتركيا لم يتوقف يوما، وفي أحلى العصور ازدهارا، وما يقال عن توتر في العلاقات.. واتصالات لتبديده، فهي مسرحية عثمانية جديدة، متفق عليها بين أنقرة وتل أبيب، لتبادل الاثمان وتعزيز أواصر علاقات المصالح المشتركة، وتحميل جهات في المنطقة ثمن "الحميمية" و "الدفء" بين الطرفين، لمواصلة الانطلاق معا في التعاطي والتعامل مع ملفات المنطقة، وزيادة المساهمة الاسرائيلية في دعم العصابات الارهابية في المنطقة، ومشيخة قطر ليست بعيدة عما يدور بين اسرائيل وتركيا من اتصالات وتفاهمات وما يصاغ من بنود اتفاقيات.
وتؤكد دوائر سياسية لـ (المنـار) أن صياغة اتفاق تعزيز العلاقات التركية الاسرائيلية قد انتهت، ولم يتبق الا الاعلان عن هذا الاتفاق الذي سيكون جاهزا في نهاية شهر رمضان، هدية من القيادة الاسرائيلية للنظام العثماني الجديد برئاسة أردوغان في أنقرة.
وتقول هذه الدوائر أن النظام التركي ربط الاتفاق المذكور مع مطالب متبادلة بين حركة حماس وتل أبيب، في ظل الاحتضان العثماني لجماعة الاخوان، والحركة فرع منها، فكان ذلك غطاء، وخزينة أثمان يتصرف وينفق أردوغان منها بسخاء كبير.
فالنظام العثماني نجح مع مشيخة قطر في انجاز اتفاق هدنة طويلة الأمد بين حماس واسرائيل، بموجبه تضمن اسرائيل هدوءا على الجبهة الجنوبية، يوفر لها المزيد من الأوراق لمحاربة حزب الله، ويمنح حماس فرصة التسلل للسيطرة على المشهد السياسي في الضفة، وتمكين حكم الحركة في قطاع غزة من خلال اجراءات مدروسة اسرائيليا على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، مع "ملهاة" اقامة ميناء عائم تحت سيطرة أمنية اسرائيلية، وارتباط بمينائي أشدود وحيفا، على أن تكون صفقة تبادل الأسرى ضمن بنود الاتفاق، ورضوخ تركيا لوقف نشاط حماس على الأراضي التركية، واغلاق المكتب العسكري هناك، شريطة أن تضمن أنقرة والدوحة تنفيذ بنود اتفاق الهدنة طويلة الأمد، والقابل للتمديد مستقبلا وهو اتفاق وافقت عليه اسرائيل لأنه يكرس الانقسام ويزيد من شهوة جماعة الاخوان في السيطرة على هذا الجزء من الأراضي، الذي قد يطلق عليه مستقبلا وفي ظل التطورات المأساوية في المنطقة اسم دولة فلسطين، مما يسدد ضربة للمشروع الوطني الفلسطيني والأمن القومي المصري.
وتضيف الدوائر أن النظام العثماني الجديد في أنقرة، الذي يعيش الفشل تلو الآخر بفعل سياساته الارهابية المعادية للأمة العربية، رضخ تماما للشروط الاسرائيلية، لأنه وجد في اسرائيل سندا حاميا له في مواجهة الكثير من الازمات والتحديات التي وصلت الى قلب البلاد، ارتدادا ارهابيا وتذمرا شعبيا لا يطاق.
وترى الدوائر ذاتها، أن اسرائيل نجحت في تحويل تركيا الى ساحة عبور لتنفيذ برامجها وسياستها، وميدان تنطلق منه لشن اعتداءات على دول في المنطقة، وأداة لاختراق الساحة العربية ودفعها الى طلب التطبيع الشامل في كل الميادين مع اسرائيل، وكان النظام التركي مطيعا في اتصالاته مع تل أبيب، وعمل مع مشيخة قطر للابقاء على حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية.
وسوف تشهد المرحلة القادمة تعاونا أمنيا وعسكريا كبيرا بين اسرائيل وتركيا، فالملفات الساخنة لم تغلق بعد، وساحات الصراع الدموي مفتوحة، هذا اضافة الى تعاون اقتصادي، تتحول فيه تركيا الى جسر عبور لبضائعها ومنتوجاتها للدول العربية، ووصفت الدوائر اتفاق تعزيز العلاقات والتعاون بين تل أبيب وأنقرة، بأنه اتفاق الخنوع من جانب تركيا، والضعف التركي الواضح، أمام الطلبات الاسرائيلية، مما سيحول النظام التركي الى مخلب قط في اليد الاسرائيلية، تدفع به في هذا الاتجاه أو ذاك.