وقالت المصادر، أن الصياغة الجديدة التي أشرفت عليها طواقم اسرائيلية وسعودية، اطلاع فرنسي أمريكي، ألغت كل البنود في مبادرة السلام العربية، لتحل محلها بنود جديدة، في مرحلة تشهد تطورا كبيرا للعلاقات بين تل أبيب والرياض التي وصلت الى درجة التحالف، حيث تلبي المبادرة الجديدة احتياجات اسرائيل ومصالح المملكة الوهابية السعودية.
وأضافت المصادر أن الصياغة الجديدة للمبادرة العربية تشترط تمرير هذا الحل، باشهار العلاقات العربية الاسرائيلية، وتطبيع كامل العلاقات ثم يصار الى تنفيذ بنودها، وهذا ما تريده اسرائيل، كذلك، أن تكون الأنظمة الضامن للحل وطرفا فيه.
وخلت المبادرة من كافة البنود التي جاءت في مبادرة السلام العربية التي طرحت في قمة بيروت، واختفت تماما، بنود النيل من السلامة الاقليمية العربية وصون الامن القومي، والتضامن مع لبنان لاستكمال تحرير اراضيه، والاعتزاز بالمقاومة اللبنانية، كما أسقطت هضبة الجولان من المبادرة العربية، وتم شطب البند الذي ينص على "التوقف عن اقامة أية علاقات مع اسرائيل وتفعيل نشاط مكتب المقاطعة العربية لاسرائيل"، وكذلك، البند القائل "تلازم المسارين اللبناني والسوري وارتباطهما مع المسار الفلسطيني".
وذكرت المصادر لـ (المنـار) أن من بين بنود المبادرة العربية التي صيغت من جديد: التوافق على حل مشكل اللاجئين بما لا يهدد أمن اسرائيل بمعنى التوطين أو التعويض، وقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح تضم ما يتفق عليه من القدس الشرقية، واشراف عربي اسلامي اسرائيلي على الاماكن الدينية في المدينة، واعتماد معادلة تبادل الاراضي دون تحديد للأماكن والنسب. ولم يتضمن بند قيام الدولة بـ "السيادة" وجاء في المبادرة الجديدة وفي بدايتها، أن تشهر الدول العربية علاقاتها مع اسرائيل وفتح باب التطبيع معها وتبادل التمثيل الدبلوماسي مما يدعم السعي لاحلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، اي اشتراط القبول بالمبادرة ذات البنود الجديدة بفتح أبواب التطبيع بين اسرائيل والدول العربية.
المصادر ذاتها تؤكد أن الصياغة الجديدة للمبادرة العربية هي صياغة اسرائيلية بغطاء سعودي، تفتح الباب امام المملكة الوهابية السعودية لاشهار علاقاتها مع اسرائيل خاصة في الميادين الأمنية والاستخارية والاقتصادية، وتشير المصادر الى أن الرياض استغلت الوضع العربي والانقسام في الساحة الفلسطينية، وسير بعض الأنظمة في ركابها، ودعم فرنسا لسياساتها، والرضى الامريكي وما تنفقه من أموال لتتولى دور انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كغطاء على جرائمها وسياساتها الارهابية، من خلال الامساك بالورقة الفلسطينية والمتاجرة بها.
وتوقعت المصادر أن تتعرض القيادة الفلسطينية لضغوط شديدة، وشعبها لحصار مالي صعب، وقمعي للقبول بهذه المبادرة التي تقضي على آمال الفلسطينيين، كما أشارت المصادر الى أن الرياض ستقوم بتحركات مكثفة لدى العواصم العربية، لتمرير المبادرة في القمة القادمة.