فعندما طرح الرئيس المصري دعوته للقاءات وتوحيد صف ورغبة في احياء جهود السلام، انرى البعض مؤيدا ومباركا قبل أن يعرف ويدرك كنه هذه الدعوة، تفاصيلها وأهدافها، وعندما دفعت فرنسا بمبادرتها، تلقفتها قيادات أخرى، مديحا وتهليلا، واصفة القيادة الفرنسية التي تشارك في الحرب الارهابية على سوريا، بأنها المنقذة و "صلاح الدين العصر"، وهناك، من يرى أن الفرج لا يأتي الا من البيت الأبيض، وآخر يعتقد بأن الحجيج لا يصح الا بزيارة أبو ظبي، والركوع أمام أمرائها، وثالث قبلته الدوحة، ينافسه زميل له بالدفاع عن القيادة الوهابية السعودية، أحد رعاة الارهاب، ويقسم أغلظ الايمان أن آل سعود هم من الصحابة المبشرين بالجنة، وبالتالي، لا حل للصراع مع اسرائيل الا عن طريق هذه العائلة التكفيرية، بينما يرى البعض بأن اسرائيل هي الملاذ، ولا يجوز اغضابها ويجب تعزيز العلاقات معها لا تحديدها، وجميع هؤلاء ، لا يدركون بأن ما يطرح من أفكار ومشاريع ومبادرات، من هذه الجهة أو تلك، هو بالتنسيق مع تل أبيب وفي صالحها.
ان مكمن الخطورة القاتلة، في هذه الاصطفافات لقيادات كثيرة، مع جهات خارجية، بعيدا عن الحرص على قضية شعب يعاني منذ عقود طويلة، وبعيدا عن صدق الانتماء، هذه القيادات تحرص على عدم اغضاب الجهات التي ارتبطت بها، وما تتشدق به من تصريحات استعراضية، هو للاستهلاك المحلي،والتغطية على أدوارهم التي أنيطت بهم، من جانب مموليهم.
يقول مصدر فلسطيني رفيع المستوى لـ (المنـار) أن ما يقلق هو هذا التسابق والتنافس بين العديد من القيادات على الارتباط بجهات خارجية، ومنهم من هم في دائرة صنع القرار، فبعض هؤلاء مدوا الخيوط مع من يعتقدون أنهم فرسان المرحلة القادمة، أي بعد الرئيس محمود عباس.