للمرّة الثانية بعد مجزرة قوات الأمن السعودي بحق الحجاج الايرانيين عام 1987، والتي راح ضحيتها مئات الضحايا، تقاطع الجمهورية الاسلامية الايرانية موسم الحج هذا العام. العلاقات الدبلوماسية المتأزّمة بين السعودية والجمهورية الاسلامية، اثر التصعيد السعودي المستمر وموقف المملكة المتزمّت اتجاه ايران، تنسحب على تطبيق المناسك الدينية. السعودية التي لا تألو جهداً في تخطي حرمات الأطفال والنساء مرتكبة المجازر بحقهم في اليمن، لا تجد حرجاً في منع زيارة بيوت الله، والحؤول دون قيام عشرات آلاف المسلمين بفريضة الحج، من خلال الضغوطات وفرض الشروط التعجيزية على الحجاج الايرانيين.
مصادر رفيعة أكدت لموقع "العهد" الاخباري أن الموقف الايراني بمقاطعة موسم الحج لهذا العام يأتي بعد "الشروط التعجيزية" التي فرضتها السعودية على الحجاج الايرانيين، والتي تسعى من خلالها الى "منعهم من الحج". ووفقاً للمصادر، تشترط السعودية الأمور التالية:
1 - أن يحصّل كل حاج تأشيرته عبر دولة ثالثة، فلا تؤخذ من داخل ايران.
2 - أن يتم نقل الحجيج الايرانيين والذين يقدر عديدهم بحوالي 60 الف حاج من ايران الى مكّة من خلال طيران دولة ثالثة، ومنع نقلهم من خلال الطائرات الايرانية.
3 - بعد اقتراح ايران رعاية سويسرا المصالح الايرانية للحجيج أثناء الحج، رفضت السعودية ذلك، فارضةً الاكتفاء بلجنة الحج التي تأتي مع الحجيج (وهي لجنة أهلية غير حكومية). وهو ما يعني أن الحجيج سيكونون من دون رعاية الحكومة الايرانية أو من يمثلها.
هذه الشروط التعجيزية تخفيها السعودية عن الاعلام، زاعمة بأن ايران هي من تقوم بتسييس الحج. الدولة التي أدّى تقصيرها في حماية الحجاج الى مقتل أكثر من 1000 مسلم بعد تدافع سمّي بـ"حادثة منى"، تزعم أنّها "سخّرت كل إمكاناتها المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن وضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة" مدّعية أن "قرار منع المواطنين الإيرانيين من القدوم للحج يعود إلى المسؤولين الإيرانيين وسيكونون مسؤولين أمام الله وأمام العالم أجمع".
وفيما يدّعي مجلس الوزراء السعودي أن "السعودية قيادة وحكومة وشعباً ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الجنسيات وهي لم تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة"، تؤكّد مصادر ان المملكة ترفض اعطاء أي مواطن ايراني تأشيرة حج داخل ايران، وهي تسعى من خلال شروطها الى منع الايرانيين من الحج لأسباب سياسية واضعة المناسك الدينية والفرائض الكبرى رهينة "مزاجيتها".
المصدر: موقع "العهد" الاخباري