2024-11-25 09:39 م

التوغل والقصف الجوي لن ينهيا تساقط صواريخ حزب الله على العمق الاسرائيلي

2016-04-29
يحيى دبوق
أكّدت إسرائيل أن التوغل البري والقصف الجوي في أي مواجهة عسكرية مقبلة لن ينهيا تساقط صواريخ حزب الله على المدن الإسرائيلية. التأكيد، بلغة جازمة، ورد على لسان رئيس شعبة الاتصالات في الأركان العامة للجيش الإسرائيلي اللواء عوزي موسكوفيتش، الذي تقاعد من منصبه الشهر الماضي بعد 34 عاماً من الخدمة العسكرية.

وكان موسكوفيتش، بحكم منصبه، مطلعاً على خطط الجيش الإسرائيلي وقدراته الفعلية في الحرب المقبلة مع حزب الله.
وكانت إسرائيل قد شكّلت، بعد فشل حربها على لبنان عام 2006، عشرات لجان التحقيق لتبيّن مكامن الفشل. وتمخضت اللجان عن توصيات، باتت تعرف بدروس الحرب وعبرها، وفي مقدمها أن الحسم لا يتحقق بالنيران عن بعد، أي بواسطة القوة الجوية الإسرائيلية وحسب، مهما كان تفوقها. وتقرر، بناءً على هذه العبر، أن تتشارك «طائرة أف 16 مع بندقية أم 16»، في إشارة الى الغزو البري الى جانب القوة الجوية، لتحقيق الحسم في الحرب المقبلة. وقيل في ذلك الكثير، وأطلقت وعود بتحقيق إنجازات تعذر تحقيقها سابقاً.
تأكيدات موسكوفيتش وردت في مقابلة مع صحيفة «هآرتس»، شدد فيها على ضرورة العمل على مدماك ثالث، الى جانب القوتين الجوية والبرية، في الحرب مقابل الساحة اللبنانية. وأوضح أن الجيش قام بتفعيل عامل الاستخبارات والجمع الاستخباري، كإحدى أهم الركائز في المواجهة المقبلة التي لن تكون في مقابل جيوش، كما في الماضي، بل أمام تنظيمات وشبه جيوش، كما هو الوضع مع حزب الله، الذي يملك «قدرة نارية هائلة شبيهة بقدرات دولة، إن لم نقل قدرات دولة عظمى»، بحسب موسكوفيتش.

ويعني تفعيل عامل الاستخبارات، كمدماك أساسي في الحرب المقبلة؟، أن هناك نقصاً في المعلومات الاستخبارية عن العدو وقدراته واستعداداته في زمن اللاحرب، وعن تكتيكاته القتالية في زمن الحرب، ما يستتبع طلباً للاستخبارات بفعالية أكبر. صحيح أن إسرائيل تشدد على أنها تجمع المعلومات عن حزب الله وأهدافه، وهي في السماء اللبنانية ليل نهار لهذه الغاية، بل تقول إنها جمعت الآلاف من الأهداف، إلا أن مستوى هذه الأهداف وصحتها يبقيان موضوعاً للتساؤل والشك الى حين تحقق المواجهة، وخصوصاً أن الجهة التي يوجه إليها الجمع الاستخباري (حزب الله) تدرك جيداً هذا المسعى وغير غافلة عنه.
وقد عبّر موسكوفيتش عن ذلك بصورة غير مباشرة، إذ أشار الى أن لدى الجيش الآلاف من الأهداف، و»إذا كنا متفائلين، فإن غالبية الجمهور المدني (في جنوب لبنان) ستفرّ شمالاً. لكن حتى لو هاجمنا معظم الأهداف المجمعة لدينا، فإنهم سيواصلون إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، الأمر الذي يتطلب منك، خلال الحرب، الاستمرار في الجمع الاستخباري والعمل على إيجاد حل لراجمات الصواريخ التي تغير أماكنها، والتي لا تنكشف إلا بعد أن تقوم بإطلاق الصواريخ».
مع ذلك، طمأن موسكوفيتش الإسرائيليين إلى أن نشوب الحرب في مواجهة حزب الله ليس خطراً داهماً وفورياً، بسبب انشغاله في الحرب السورية، «إلا أن الساحة اللبنانية تبقى التحدي العسكري الأساسي الذي يستعد له الجيش الإسرائيلي، وإذا نظرت الى ساحة جنوب لبنان، فستجد ما بين 150 إلى 170 بلدة وقرية مع منظومات قتالية بناها حزب الله منذ عام 2006. وبحسب التقدير الحذر، في كل بلدة بين 40 و50 نقطة احتكاك عسكرية، يجب التعامل معها خلال الحرب». وأكّد أن استعدادات الجيش الإسرائيلي لخوض الحرب ممتازة وهو أكثر جاهزية... «لكن دونه عقبات غير سهلة». وأضاف: «ما عاد بالإمكان تكرار تجربة أسلوب الجرافة، التي انتهجها الجيش عام 1982 (خلال الاجتياح)، بأن يحدد رئيس الأركان، رفائيل إيتان، لقادة الوحدات العسكرية أنه خلال أسبوع سنصل الى هذا الخط أو ذاك. اليوم، بات العدو مختلفاً ومنتشراً وموزعاً، وإذا تجاوزت منطقة يطلق منها الصواريخ مع قوة برية، لا يعني أنهم سيتوقفون عن إطلاق الصواريخ منها. فالطريقة القديمة لن تقلص خلال فترة معقولة التهديد الموجه الى الجبهة الداخلية الإسرائيلية. والمشكلة هي أن العمق الإسرائيلي سيواصل تلقي الصواريخ وسيواصل النزف».