2024-11-30 06:28 م

تصريحات الناطق الرئاسي.. تخدير للعقل وتغييب للوعي أم نهوض مفاجىء!!

2016-04-22
القدس/المنـار/ هزتان أرضيتان حفيفتان ضربتا فلسطين قبل أيام.. لكن، كانت "هزة ثقيلة" من نوع آخر، طرقت آذان كل المستويات في الساحة الفلسطينية، روبما خارجها، هذه الهزة التي نتحدث عنها، مضطرين، وحماية للشرايين والأوردة وحتى الأدمغة، تتمثل في التصريحات التي أطلقها أحد الناطقين في السلطة الفلسطينية، وهم كثر، نبيل أبو ردينة، وان كان متحدثا خاصا باسم دائرة صنع القرار الضيقة، مع أن عددا لا بأس به من القيادات الفلسطينية نصبوا أنفسهم، فهذا يعني أنه سمع شيئا أو اطلع على معالم برنامج مستقبلي لقيادة السلطة.
يقول نبيل أبو ردينة في تصريحات ان خطوات ومواقف سياسية خطيرة وجذرية قادمة ستتخذها قيادة السلطة الفلسطينية قريبا، وأن هذه المواقف سيكون لها صدى وتأثيرا كبيرين في الداخل والخارج، فالخطوات التي ستتخذ هامة جدا، ومصيرية ووصف ما سيحدث مستقبلا كوصف هول يوم القيامة، لذلك، تصريحات أبو ردينة الهزة الثالثة الثقيلة التي ضربت الساحة الفلسطينية، وبطبيعة الحال سيكون لهذه الهزة ارتدادات، ولا نعرف، هل هي سلبية أم ايجابية، تفجر ينابيع خير، ام أنها ذات قدرة تدميرية هائلة ومرعبة، وما لنا الا "الانتظار".. والانتظار بات عندنا "سيد الموقف" و "لعل وعسى" لم تعد ذات جدوى، أو على قاعدة "دع الخلق للخالق".
وتصريحات أبو ردينة هذه ، ليست جديدة عليه، فهو صاحب الجملة الابتدائية بـ "يجب" و "اذا" و "على"، وهي جملة تحمل صيغة وصفة التهديد أيا كانت القوة المواجهة.
وهنا، من حقنا أن نغوص في بحر التكهنات والتوقعات والمدلولات التي تحملها تصريحات الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية الذي يرافق الرئيس في جولاته وزياراته، لعلنا نقف على طبيعة هذه الخطوات التي "بشرنا" بها أبو ردينة، وربما تحمل صفة ومعنى التخدير، وهنا "الطامة الكبرى".
ترى هل ستقدم السلطة على اتخاذ قرارات شجاعة تتعلق بالوضع السياسي والتدخلات الغريبة والخيوط الممتدة، ومسألة استئناف المفاوضات وما تمخضت عنه لقاءات القنوات التي لا تعرف بعضها!!
هل ستكشف السلطة عن خطورة الدور القذر الذي تقوم به المملكة الوهابية السعودية بالتعاون مع اسرائيل لتمرير حل تصفية القضية الفلسطينية!!
وهل ستعلن السلطة حل نفسها، ما دامت دوريات الاحتلال تعربد في شوارع رام الله، والمناطق المسماة بـ "أ"، مستبيحة كل شيء، وتأكيدا لما تطلق الاوساط الاسرائيلية على السلطة بالادارة الذاتية التابعة لرئيس الادارة المدنية في بيت ايل.
أم أن اسللطة ستلغي وتوقف التنسيق الأمني الذي وصفه بعض أركانها بأنه مقدس، ورأت فيه اسرائيل خدمة وحماية للقيادة الفلسطينية؟! وهل ستقطع السلطة خيوط التنسيق الاستخباري مع أنظمة مرتدة كالسعودية وغيرها في الاقليم والساحة الدولية المستمرة في تنفيذ مخطط تدمير الساحات العربية، ثم تقدم على الانسحاب من "جامعة الدول العربية" لتواطؤها ودورها الخياني ضد شعوب الأمة العربية، وتقاعسها في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته؟!
تقول قيادات في الساحة الفلسطينية لـ (المنـار) أن السلطة قد تقدم على حل الفصائل، والاعلان عن استحالة تحقيق المصالحة، وبالتالي، لا بد من حل المجلس التشريعي واجراء انتخابات رئاسية ونيابية جديدة، يخوضها الرئيس محمود عباس ليضع حدا للتصارع على وراثته وخلافته؟!
وهذه القيادات لا تستبعد أن "تنفض" القيادة يدها، وتسلم صنع المستقبل ومفاوضة اسرائيل لمحور الاعتدال العربي الذي تتزعمه مملكة آل سعود، على قاعدة "لقد تعبنا.. ارح واستريح"!!
بعض هذه القيادات يرى في تصريحات نبيل أبو ردينة "ققاعة هوائية" وبالون اختبار، وتخدير للعقل وتغييب للوعي وللاستهلاك المحلي في مرحلة، وصل فيه يأس الشارع واحتقان النذمر ذروته، أي مرحلة ما قبل هبوب العاصفة الهوجاء، أي أن تصريحات أبو ردينة سبقت هذا الاحتمال لتأخير ثوران البركان لا اخماده؟! ويضيف هؤلاء أن أبو ردينة كثر ما أطلق تصريحات على هذا النمط، وثبت أنها مجرد مضيعة للوقت والهاء للشارع لا أكثر، لأن شيئا مما كان يقوله لم يتحقق، وانما كانت تصريحاته "النارية" امتصاص للنقمة المتزايدة على السلطة، وبالتالي ما صرح به مؤخرا يندرج تحت اطار تخدير العقل وتغييب الوعي.
على اي حال.. ان غدا لناظره قريب!!

الملفات