2024-11-27 02:33 م

اعتراف نتنياهو بالاعتداء على الاراضي السورية رفع معنويات وتوجيه رسائل!!

2016-04-15
القدس/المنـار/ خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الى قاعدة عسكرية على الجبهة الشمالية، صرح بنيامين نتنياهو أن اسرائيل قصفت مرات عديدة مواقع في الاراضي السورية، ولاحقت شحنات اسلحة لحزب الله.
هذه التصريحات عن مثل هذه المسائل نادرة ان لم تكن معدومة، فهي تعتبر من المحرمات وأسرارا أمنية لا يجوز البوح بها، ودرجت العادة أن اسرائيل تسرب ما تقوم به من اعتداءات وعمليات قصف داخل الاراضي السورية وغيرها الى وسائل اعلامية أجنبية، لنشررها، ومن ثم تتناقلها وسائل الاعلام الاسرائيلية، أي أن تل ابيب لا تعترف بما تقوم به من اعتداءات، لكن، هذه المرة، تصريحات نتنياهو اعتراف مباشر وعلني بما نفذه الجيش الاسرائيلي من هجمات برا وجوا، فما هي تفسيرات ذلك، ودلالاته، ولماذا الان ، من حيث التوقيت؟!
دوائر دبلوماسية ذكرت لـ (المنـار) أن رئيس الوزراء الاسرائيلي يحاول من وراء تصريحاته هذه، أن يطمئن جنوده، ومتباهيا أنه ناجح أمنيا، وقادر على حماية أمن الاسرائيليين، لكن، هذا ليس التفسير الوحيد في ظل ما اتسمت به تصريحات نتنياهو من صراحة غير معهودة في التعاطي الاسرائيلي مع مثل هذه الحالات، حيث يعتبره المستوى السياسي الأمني والعسكري أسرارا أمنية لا يجوز الحديث بشأنها والخوض فيها، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، يدرك نتنياهو أن المعادلة السورية صعبة وخطيرة ومعقدة، واعتراف نتنياهو بهذه الاعتداءات ومنها ضرب قوافل سلاح لحزب الله داخل الاراضي السورية هو احراج لروسيا التي تشارك الدولة السورية حربها على الارهاب برا وجوا، فكيف اذن، تمكن الطيران الاسرائيلي وسمح لنفسه بهذه الاعتداءات؟!
تضيف الدوائر أن اسرائيل تريد اقحام نفسها كلاعب مركزي في الميدان، فهل نتنياهو مستعد لمواجهة جديدة في هذه المرحلة وفي هذا التوقيت مع حزب الله، وبالتالي يدفع باتجاه استعجال هذه المواجهة، أم أن الغرض الاساس هو تطمين الجيش ورفع معنوياته، وتأكيد العداء لايران وأصدقائها، وتوجيه رسائل الى أكثر من طرف، موسكو وغيرها، وسعي للحسم الكاسر للتوازن، ومن ثم حمل حزب الله على الانزلاق الى حرب غير محسوبة، وفي هذه الفترة بالذات.
وترى الدوائر أن تصريحات نتنياهو أوضحت بجلاء مشاركة اسرائيل في الحرب الارهابية الكونية على الدولة السورية، وبالتنسيق في ذلك مع رعاة الارهاب المملكة الوهابية السعودية ومشيخة قطر وتركيا وفرنسا وبريطانيا، ردا على المشاركة الروسية في الحرب على الارهاب، فاسرائيل القلقة من ايران تحاول فرض نفسها واقحامها في ازمات المنطقة للتصدي لايران، ومحاصرتها، من خلال تحالفات تقيمها في أكثر من بلد، حول الجمهورية الاسلامية الايرانية، لذلك، نراها تبني وتستأجر القواعد العسكرية في دول قريبة أو محيطة بايران، ومن الامثلة الصارخة على ذلك، ما تقوم به اسرائيل في أذريبجان ووقوفها الى جانبها ضد أرمينيا، واقامة القواعد العسكرية هناك، لتكون قريبة من ايران، لاستخدامها في التوقيت الذي تريده، كما هو حاصل مع المملكة الوهابية السعودية، حيث منح الوهابيون في الرياض اسرائيل حق استخدم قواعدها العسكرية وأجواءها، خاصة ضد ايران، وليس مستبعدا أن تكون جزيرتا صنافير وتيران، نقطتي تجمع وانطلاق للجيش الاسرائيلي.
وتؤكد الدوائر أن اسرائيل تمارس سياسة جديدة في اقحام نفسها في ساحات المنطقة وازماتها خدمة لاهدافها الامنية، وهي تتعاون في ذلك مع السعودية وتركيا وغيرهما من الدول في المنطقة.