2024-11-30 07:42 ص

إستعدادات المعركة الحاسمة في حلب إنتهت… وساعة الصفر بيد الأسد

2016-04-10
كتب الدكتور خيام الزعبي
لم تتحقق نبوءة داعش وأعوانها بهزيمة سورية وبرفع الشعب السوري للرايات البيضاء، لن تكون هناك ساحة فردوس في سورية ولن يكون هناك مكان للتواجد الغربي الصهيوني، بل ستندحر داعش والقوى المتطرفة جراء إصرار الشعب السوري على مواجهتها في حلب الذي أثبت للعالم أجمع إمتلاكه إرادة تكسر الرهانات الإقليمية والدولية على تفتيت سورية، فبعد أكثر من خمس سنوات من الحرب على سورية لم يتحقق لعصابات المافيا نصر عسكري حاسم، وهي صفعة قوية لكل قوى الشر التي تكالبت على سورية من كل حدب وصوب لتدمير الإنسان السوري وتمزيق نسيجه الإجتماعي وتفتيت كيانه. اليوم تسعى داعش في الحد من هزائمها وانكساراتها على الجبهة السورية بإشعالها كافة الجبهات التي بمقدورها تسخينها، هجمات شاملة في ريف حلب الشمالي، واختطاف أكثر من 300 عامل في مدينة الضمير، ومهاجمة مطار دير الزور ومحطة كهرباء تشرين شمال شرق العاصمة، بالإضافة الى تصعيده ضد جبهة النصرة على محور مخيم اليرموك – يلدا، ومعارك مع المعارضات المختلفة في محافظة درعا، هذا التكتيك، يتبناه التنظيم بطاقته القصوى علّه بذلك يخفف من إندفاعة الجيش السوري وحلفاؤه على أمل تأجيل "أم المعارك" لإنقاذ خلافته من خطر الإنهيار المؤكد، كونه يلعب بآخر الأوراق التي بحوزته. من المعلوم أن أمريكا وأصدقائها لا يرغبون في رؤية الجيش السوري وحلفاؤه يملؤون هذا الفراغ، وهي وإذ تستشعر ضعف قوى ما يسمى بالمعارضة المعتدلة، فإنها تميل إلى إعطاء تركيا دوراً أكبر في إدارة تلك الجبهات، برغم كل التحفظات التي تحتفظ بها على مواقف أنقرة وسلوكها وسياساتها، وعلى الجبهة الأخرى للحرب على داعش، تسعى موسكو ودمشق وحلفائهما، إلى استعجال السيطرة على مناطق نفوذ داعش وانتشارها، وقد إرتفعت الآمال والرهان بإمكانية تحقيق هذا الهدف بعد معارك تدمر والسخنة ... لكن إشغال الجيش السوري بمعارك جانبية وهو في طريقه الى الرقة ودير الزور، قد أخّر بدء أم المعارك. بمواكبة التحضيرات العسكرية غير المسبوقة التي يُعدّ لها الجيش السوري وأصدقاءه للإنطلاق بـ"أم المعارك" حلب، في عمليات برية واسعة النطاق التي أطلقها بالتزامن في أرياف حماه واللاذقية وإدلب وحلب، وشرق دمشق ودرعا، فإن وقائع العمليات الميدانية المقبلة في سورية ستكون في غاية الأهمية والحساسية، فإيران أرسلت قوات نخبة من أصحاب القبعات الخضراء وصلوا عبر مطار دمشق وتوجهوا مباشرة الى بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي، كما سمحت بإقامة قواعد للمقاتلات الحربية الصينية على أراضيها، كي تكون على أهبة الاستعداد للتدخُّل الفوري في سورية عند إعلان ساعة الصفر، وفي الإتجاه الآخر فإن الروس أيضاً منخرطين في هذا الاستعداد بعد أن أكدوا من جانبهم أن المجموعات المسلحة لم تحترم الهدنة وأنها حصلت على أنواع جديدة من السلاح عبر الحدود التركية، في إطار ذلك إن الهدف الأساسي لهذا التحالف "السوري الإيراني الروسي" هو السيطرة الكاملة على ريفي حلب الغربي والجنوبي وصولاً إلى إخراج المسلحين من مدينة حلب وبالتالي قطع خطوط الإمداد من الحدود التركية. في سياق متصل إن ما يحصل من معارك في حلب وأريافها هو أمر متوقع وسيستمر ولن يتوقف عند حدود معينة، وهو أمر رهن الميدان والقدرات لدى الجيش السوري وحلفاؤه وهي بحسب ما نراه تصب أكثر وأكثر لمصلحة الدولة السورية، في إطار ذلك فقد أعلن الجيش السوري وحلفاؤه سيطرتهم على كتلة معامل مخيم حندرات بريف حلب الشمالي، وبهذه السيطرة بات الجيش وحلفاؤه على مقربة من طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد لسيطرة الجماعات المسلحة في مدينة حلب الى ريف الغربي والشمالي، ما يؤشر إلى مرحلة مفصلية سوف يشهدها الميدان السوري هذه الأيام. مجملاً...إن داعش والقوى المتطرفة الأخرى خُدعوا حين أعتقدوا أن حلب سهلة وأن الحرب فيها عبارة عن نزهة...كان العكس تماماً فداعش وأخواتها اليوم مصدومة ومرعوبة من قوة وشراسة الجيش السوري واللجان الشعبية في حلب التي لخبطت كل آمالهم وحولتها الى كابوس مفزع، وبإختصار شديد إن المعركة التي يحضر لها الرئيس الأسد وحلفاؤه، معركة حاسمة ومهمة، في وقت وضع لها خطة عسكرية علمية وسيديرها من غرفة عمليات خاصة، فالوحدات العسكرية بكافة فئاتها في الميدان تنتظر تحديد ساعة الصفر التي سيعلنها القائد العام للقوات المسلحة، لتحرير مدينة حلب وباقي المدن الأخرى.
Khaym1979@yahoo.com