2024-11-30 02:43 م

من مشيخة قطر الى شاشات التلفزة .. التراشق بالاتهامات بين السلطة وحماس

2016-04-05
القدس/المنـار/ عادت قيادات فتح وحماس، كما هو متوقع، الى التراشق بالاتهامات، فما أن غادروا عاصمة مشيخة قطر، حتى انطلقت التسريبات المتعلقة بتفاصيل المحادثات "الملهاة"، رئيس وفد السلطة رد على قيادات حماس متهما اياها بعدم المحافظة على سرية المحادثات في المشيخة.
هذا، يؤكد أن جولات الحوار بين السلطة وحماس، لا تتعدى كونها مسخرة، ولعبة يتلذذ بها الطرفان، المتفقان على عدم تحقيق المصالحة، خشية على مصالحهما، وما نراه من لقاءات، هي "نطنطة" و "بهلوانية" تغييبا لوعي الشعب، والذرائع المطروحة من الجانبين كاذبة، وغير قادرة على اقناع الشارع أو اخفاء اهداف ونوايا المتصارعين، الذي يسيحون في عواصم العرب بحثا عن مصالحة لا يريدان لهم ان تتم، ولو كان حقا معنيين بانهاء الانقسام، لحققاه في رام الله وغزة، وتركيبة المشهدين السياسيين في القطاع والضفة وتباين برامجهما واختلاف مصالحهما "الذاتية"، وارتباطاتهما بأجتدات غريبة، تغلق أية أفاق لتحقيق المصالحة، ولقاءاتهما المتكررة مجرد لعبة مكشوفة، وبالتالي، ما داما على قمتي المشهد السياسي في جناحي الوطن، لن تكون هناك مصالحة، واسقاطهما هي مسؤولية الشعب الذي لم يكسر حاجز الصمت على الاعيب الطرفين المتصارعين.
والحديث عن سرية اللقاءات والاتفاق على الكتمان، هو جزء من اللعبة اياها، فلا سرية للقيادات الفلسطينية، هنا أو هناك، وهذه القيادة تنقل ما بين أيديها أولا بأول الى هذه العاصمة أو تلك، ويوضع على طاولات الاجهزة الامنية متعددة الجنسيات، اذاَ، المصالحة بعيدة المنال، ولأنها كذلك ، لن تكون هناك انتخابات تشريعية أو رئاسية ، وكل على كرسيه ، تحت ادعاء عدم الوحدة بين جناحي الوطن، وهذا ما يريده المشهدان السياسيان في غزة ورام الله، وهما يتحملان مسؤولية استمرار الانقسام، الذي على ما يبدو كان مخططا له ــ ولا نريد هنا الغوص في الأسباب والتفاصيل والأدوات ـــ وستبقى الساحة والاجواء ووسائل الاعلام ميدانا للتصارع التصريحاتي، والتراشق بالاتهامات بين عزام الأحمد من جهة، وقيادات حماس و "نواطقها" الاعلاميين وهم كثر.
واختيار أماكن وعواصم اللقاء، له دلالاته، ويكشف جدية طرفي الانقسام، واللقاء في الدوحة، يعني "التبختر" في ردهات الفنادق على سجاجيد حمراء وتناول ما لذ وطاب من المشروبات واصناف الطعام "الأميرية"، ومن ثم العودة الى نفس المربع، المربع الأول، فالسلطة لا تريد بصمات قطرية، وتحبذ لقاءات القاهرة، وحماس على عكس ذلك، وتم "تجريب" اللقاء في مكة المكرمة، فلم يحترما حرمتها، فهل يلتقيان في الاقصى، فلعل وعسى، مع أن قيادات الجانبين تركا الحرم القدسي ميدانا لتخريب الصهاينة واعتداءاتهم.
المصالحة يحققها الشعب، وليس أصحاب المصالح الشخصية، فهل ينتفض الشارع الفلسطيني، ويخط معادلة جديدة، وأن لا يبقى غائبا عما يدور، ونلمسه من ويلات وخراب، ويوقف هذا العبث، وتمادي القيادات وغيهم وضلالهم.