2024-11-30 06:49 ص

اذا كان عقد المجلس الوطني ومؤتمر فتح ضرورة وطنية ملحة.. فما المانع؟!!

2016-04-02
القدس/المنــار/ تصريحات تطلقها قيادات في الصف الأول، من مؤسسات السلطة الفلسطينية، تدعو الى عقد دورة للمجلس الوطني، وقيادات من حركة فتح تطالب بعقد المؤتمر السابع للحركة، التصريحات تتردد يوميا، وفي كل مناسبة، ولكن، دون جدوى!!
وقبل أيام قليلة، وفي حديث للرئيس محمود عباس، جاء فيه، ان هناك ضرورة وطنية ملحة لسرعة عقد المجلس الوطني، ومؤتمر فتح السابع، والسؤال، الذي يطرح نفسه، ما دام الرئيس هو صاحب القرار، فلماذا لا يدعو الى عقد المؤتمرين المذكوين، وبالسرعة التي يتمناها؟! وما هو المانع الذي يحول دون ذلك، فاذا كانت النية حاصلة ومتوفرة فان المسألة سوف تسير على ما يرام، ولن تكون هناك عوائق أو عراقيل، فأحيانا نضع نحن العوائق، ثم نصرخ، ونحتج بلا مبرر، في حين أن الحقيقة، هي أن لا نية لانجاز هذه "الضرورة" وبـ "السرعة الممكنة".
قد يقول البعض أن حركة حماس، هي "حجر عثرة" في طريق انعقاد المجلس الوطني، وتربط موقفها بانجاز المصالحة، لكن، وبكل الصراحة والوضوح، فان طرفي الصراع لا يريدان مصالحة، وهذه المصالحة لن تنجز الا اذا انتفض الشعب وفرض عليهما انهاء الانقسام، أي أن يأخذ الشعب زمام الأمور ويمسك بها، وانتفاض الشعب لتحقيق المصالحة معناه تغيير المشهد السياسي، وهذا بات مطلبا وضرورة وأكثر الحاحا في ظل "الركون" و "الجمود" واللامبالاة و "النكوص" عن الاهداف الحقيقية، فالتجاوزات والسلبيات تتعمق وتتفشى في الساحة الفلسطينية، والشارع في حالة تذمر متصاعدة، وهذا ما لا تدركه القيادات العليا لكل الأطراف.
واذا لم تكن حماس غير راغبة في انعقاد دورة للمجلس الوطني، فليدعو الرئيس عباس بالاتفاق مع هيئة مكتب المجلس لعقدها بدون حماس، فها هو المجلس المركزي عقد عدة دورات بدون حماس، أما باقي الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير، تمنت وما تزال أن تنعقد دورة الجلس ، وهي خجولة في توضيح مواقفها، خشية قطع ميزانياتها.
أما بالنسبة للمؤتمر العام لحركة فتح "السابع"، فعدم انعقاده يعود الى عدم رغبة المتننفذين في عقده في هذه المرحلة، وهم لم يدعو الى ذلك، ما لم يتأكدوا من ضمان حصد كافة مقاعد اللجنة المركزية بهذه الطريقة أو تلك، فالخارطة للسيطرة على ما يبدو، لم تنجز بعد، وما دام الرئيس يرى في عقد المؤتمر السابع لحركة فتح وهو رئيسها ضرورة وطنية ملحة، فلماذا لا يصدر قراره بعقد المؤتمر، وينجح من ينجح بعيدا عن التمحور القاتل الذي يجلب الخيبة والاضرار ويهمش الحركة، التي هي العمود الفقري في الساحة الفلسطينية.
ولكل من قيادات فتح، تبريره وحجته، هذا يتمنى عقد المؤتمر، والثاني، لا يريده في هذه المرحلة، خشية من "افتراس" الجناح المتنفذ، والثالث يتهم أعلى المستويات بتعطيل انعقاد المؤتمر السابع، ورابع يسخر ويؤكد أن قيادات عديدة من فتح في حالة "انفلاش" ، يسيحون في العواصم، لعلهم يمسكون بقمة المشهد السياسي، بمساعدة خارجية، وبالتالي، لا يفكرون لا في الحركة ولا في مؤتمرها، وهناك قيادات تدعي أن رئيس الحركة يسعى عبر المؤتمر الى فرض القائمة التي يريدها اض ومن أشخاص لا تجربة لهم، ولا ماض يتم الاستناد اليه، وتبقى حالة الدوران في الحلقة المفرغة مستمرة، ومواصم اطلاق التصريحات تغطية وادعاء وتملصا و "بريان عتب" مفتوحا، أي "جعجعة بلا طحين".
ما دامت هناك ضرورة وطنية ملحة لعقد دورة المجلس الوطني ومؤتمر فتح السابع، فلماذا لا يعلن على الفور عن موعد عقدهما؟! ومن المسؤول، أليس الرئيس محمود عباس؟! وعندها، تتوقف الصراعات ، وسياسة التمحور، والتنافس في اطلاق التبريرات والتصريحات التي لا طائل تحتها، والتي صدعت الرؤوس!!