2024-11-30 08:39 ص

إفلاس أمني إسرائيلي في مواجهة جيل الانتفاضة الثالثة

2016-03-26
القدس/ المنــار/ تعترف دوائر أمنية وعسكرية إسرائيلية بأن المستوى العسكري في إسرائيل يواجه تحديات صعبة في التصدي لما أسمته بالعمليات الفردية والمزدوجة التي يقوم بها فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية والقدس وداخل العمق الإسرائيلي. هذا التحدي دفع الأجهزة الأمنية الى عقد العديد من اللقاءات التشاورية للبحث في أساليب التصدي لهذه التحديات الأمنية. مصادر دبلوماسية ذكرت لـ (المنــار)، نقلا عن دوائر متابعة لتطورات أعمال العنف التي تشهدها ساحة الصراع، تأكيدها بأن الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية فشلت حتى الان في الحيلولة دون وقوع هذه الهجمات ذات الطابع الفردي، وأن اللقاءات الأمنية المصغرة التي يدعو اليها نتنياهو بعد كل عملية وهجوم ضد هذا الهدف الاسرائيلي او ذاك، تنتهي بإعلان رزمة من الإجراءات الأمنية العقابية ضد الفلسطينيين ومنفذي الهجمات، الا أن هذه الاجراءات لم تجد نفعا حتى الآن. وتقول الدوائر الأمنية أن هناك حالة من التخبط يعيشها نتنياهو ووزير دفاعه يعلون ورؤساء الاجهزة الامنية والاستخبارية الذين يواجهون فشلا ذريعا في كبح العمليات الفردية التي يقوم بها الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس وداخل العمق الاسرائيلي.
وتضيف الدوائر أن الحملة التي تقوم بها الاجهزة الأمنية الاسرائيلية ضد وسائل الاعلام الفلسطينية التي تتهمها بالتحريض، لا يمكن أن تساهم في خفض مستوى العنف وانخفاض العمليات، وأن ما يجري في الفضاء الافتراضي، على صفحات التواصل الاجتماعي، أخطر بكثير من التحريض الذي يمكن أن نستمع اليه أو نشاهده في وسائل الاعلام المسموعة أو المرئية، وأن هذا التحدي من الصعب مواجهته. وتتفق الدوائر الامنية مع ما صرح به وزير الدفاع، موشيه "بوجي" يعلون، في الأيام الأخيرة، بأن ليس هناك طرقا واساليب سحرية لوقف العمليات بشكل فوري، وترى الدوائر أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحاول كل يوم ابتكار أساليب جديدة في مواجهة العنف دون جدوى.
وتعترف الدوائر بوجود ضغط كبير واقع من الجمهور الاسرائيلي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يعلون وهو ما يدفع نتنياهو الى عقد اللقاءات مع المجلس الوزاري المصغر بشكل دوري للبحث عن سبل ووسائل جديدة لإخماد أعمال العنف المتصاعدة، وأن هذا الضغط قد يدفع ائتلاف نتنياهو باتجاه خطوات اكثر تطرفا وعنفا ضد الفلسطينيين، مما قد يساهم في تصاعد التوتر والعنف، خاصة وان هناك ضغطا كبيرا على احد المكونات الرئيسية في الائتلاف، المتمثل بحزب "البيت اليهودي" برئاسة نفتالي بينت. 
وتتساءل دوائر سياسية إسرائيلية، عما اذا كان نتنياهو يستطيع مواصلة حماية ائتلافه من ارتدادات العنف الفلسطيني، وهي ارتدادات قد تطيح بهذا الائتلاف، الذي يعلق الكثير من الآمال على خطوات رئيس الوزراء الاسرائيلي القمعية ضد الفلسطينيين في محاصرة موجة العنف المستمرة.