وفي القدس، كاميرات من كل الأنواع والأشكال، ومن جنسيات مختلفة، في الحرم والشوارع وداخل الأسواق، وفي سمائها تنتشر بالونات المراقبة، ومن خلال الانترنت يتابع الاحتلال كل صغيرة وكبيرة، وهو على استعداد لمصادرة كاميرات المواطنين من على البيوت والمحلات التجارية لاستكمال دائرة المراقبة.
فزرع الكاميرات داخل الحرم يمنح الاحتلال حرية الرقابة والمتابعة، ومشاهدة كل ما يجري ويدور داخل الاماكن المقدسة، من نشاطات فلسطينية لحماية هذه الأماكن، وعندما قامت الاردن بزرع الكاميرات في الحرم القدسي، فهي قد سهلت للاحتلال مراقبة الفلسطينيين في الدرجة الأولى، أما بالنسبة للمتدينين اليهود والمستوطنين، فلماذا يراقبهم الاحتلال ما دام هو الذي يسهل وصولهم الى الحرم وبحراسته، وما يجري في الحرم القدسي الشريف هو تقسيم زماني ومكاني، وليس قصة ومسألة زرع كاميرات، ومن اية ماركة.
تقول دوائر دبلوماسية لـ (المنـار) أن ما نشهده اليوم من اجراءات وخطوات يؤكد على أن اسرائيل تدفع نحو الحل الأردني، وأكبر دليل على ذلك، زرع الكاميرات، والأسيجة في الأغوار، والذي ساهم في هذا التلاقي في وجهات النظر حول طبيعة الحل بين الاردن واسرائيل، هو الضعف الملموس والمتزايد في مواقف القيادة الفلسطينية، تركيبة وسياسات ونهجا واتخاذ قرارات،
وتضيف الدوائر الدبلوماسية أن الأشهر القليلة القادمة سوف تشهد فرض حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، دون أن تكون للقيادة الفلسطينية علم بذلك، أو حتى مشاركة في صياغته، وما يقال عن حل لدولتين، بات أمرا فارغا ومضحكا، فاية دولة ستقام في الضفة ومحافظاتها مقطعة الأوصال وبدون تواصل وغالبية أراضيها تحت سلطة الاحتلال، وما زراعة الكاميرات بترتيب اردني اسرائيلي في الحرم القدسي الشريف الا خطوة على طريق حل أردني قادم بموافقة اسرائيلية، ويحظى برضى عربي.