مصادر خاصة كشفت لـ (المنــار) التسريبات التي تدفع بها عواصم وجهات حول ما ينتظر الساحة الفلسطينية التي تئن تحت معاناة متصاعدة، بفعل الممارسات الاسرائيلية، تقول هذه التسريبات أن خططا لاشعال الفوضى في الساحة الفلسطينية باتت جاهزة، انتظارا لفتيل الاشتعال، حدث ما، أو تحريك للشارع ردا على تصرف ومسلك أو اختلاقا لأزمة تعبر مراحل التطور وصولا الى عنف دموي.
وتضيف المصادر أن وكلاء لدول سمحت لنفسها التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني، سيكون لهم دور في التطورات القادمة، التي تستهدف قلب المشهد السياسي الفلسطيني، تحت غطاء العنف والفوضى والتردي، لتذهب الدول المشاركة في مخططات ضرب الساحة الفلسطينية نحو صياغة حل انتقالي يجمد الصراع لسنوات طويلة بين اسرائيل والفلسطينيين.
وتؤكد المصادر أن الصراعات المحتدمة بين "الكبار" في السلطة والفصائل وحرب الوراثة، والاختراقات الغريبة، عوامل تساهم في انجاح خطط اشعال الساحة الفلسطينية، وبالتالي، هذه التحركات المقلقة التي تجري "ربما" من خلف القيادة الفلسطينية، تعتمد اعتمادا كليا على "الخوارج" من القيادات التي ارتبطت بأجندات عواصم في الاقليم، بعد أن مدت الخيوط باتجاه مسؤولي الادارة المدنية، لكسب الرض والمباركة.
وترى المصادر أنه اذا لم تتحرك القيادة الفلسطينية سريعا، وتسد الاختراقات وتقطع الامتدادات وتعري الخارجين من القيادة على ارادة شعبهم، فانها ستكون الضحية، وسوف تجد نفسها خارج المعادلة، التي ترسم من جانب الأجهزة الاستخبارية لدول عديدة، بمعنى ان الحفاظ على الساحة وافشال المخطط الفوضوي يستدعي قرارات ومواقف حازمة وحاسمة من جانب القيادة الفلسطينية، التي انشغلت في مسائل هامشية، وانزلقت الى حرب التقارير والوشايات، والانشغال برفع الجدران، واغلاق الأبواب، ومثل هذه الحروب تدفع المتصارعين الى القبول بالاحتراق، وربط الخيوط، خارج البستان الفلسطيني، المطلوب، قرارات حاسمة على الصعيد الداخلي، وتقييم الأوضاع ومعالجة الخلل والعمل بصدقية وجدية بالمساءلة ومنع التجاوزات، وتبطل فتيل الانفجار والاشتعال، وهناك أكثر من فتيل وعود ثقاب.