2024-11-30 12:50 م

القيادة الفلسطينية.. ليست هكذا تورد الابل؟!!

2016-03-07
القدس/المنــار/ حرصت القيادة الفلسطينية منذ سنوات طويلة على رفض التدخل من أية جهة كانت في الشأن الداخلي الفلسطيني، ودافعت بقوة عن استقلالية قرارها، وتعرضت للمؤامرات والحصار من أجل ذلك.
كما حرصت القيادة على عدم التدخل في شؤون الاخرين، مهما كانت مواقفها ووجهات نظرها، وحاولت أن تكسب جميع الجهات لمصلحة شعبها وقضيته العادلة.
في السنوات الاخيرة، يبدو أن هذا الحال تغيّر، فكثيرة هي الأنظمة التي تتدخل في الشأن الفلسطيني وتتآمر على القضية الفلسطينية، والقيادة الفلسطينية، وتحديدا من جانب الدول الخليجية، فالمملكة الوهابية السعودية تبتز القيادة الفلسطينية، وتهددها بالحصار المالي والسياسي اذا لم تقف مؤيدة لسياساتها الاجرامية في الساحة العربية، وهي سياسات تهدف في النهاية الى تصفية القضية الفلسطينية، ومشيخة قطر هي الأخرى لا تألو جهدا للتدخل في الشأن الفلسطيني، وتتآمر على القيادة الفلسطينية، وهكذا الأمر بالنسبة لدولة الامارات التي قطعت دعمها المالي للشعب الفلسطيني ابتزازا وحصارا، وهيمنة على القرار الفلسطيني، وهي مع تركيا تحاولان تعميق الانقسام وفصل جناحي الوطن، الضفة الغربية وقطاع غزة، بتنسيق كامل مع اسرائيل.
ورغم هذا التدخل المشين في الشأن الداخلي الفلسطيني، الا أن القيادة الفلسطينية لم ترد ــ وهذا من حقها ــ على ذلك، ولم تصارح شعبها بذلك.
لكن، المقلق والمؤلم، أن القيادة الفلسطينية، انساقت وراء الاعراب في الخليج، مشاركة اياها التدخل في شؤون الآخرين، فهي تدعم مواقفهم وسياساتهم، مع أن هؤلاء الاعراب الخونة، ماضون في تدمير الساحات والجيوش العربية ذات التأثير وهي مصر وسوريا والعراق، وهذا يشكل خطرا على الساحة الفلسطينية وقضية شعبها، ويحجب عنها الدعم الكيير الذي تقدمه الساحات المذكورة للشعب الفلسطيني.
القيادة الفلسطينية تعادي ايران، ليس بسبب وجيه، أو ردا على سياسة ايرانية معادية لشعب فلسطين، والقيادة الفلسطينية الي تقود مسيرة شعب مقاوم ضد الارهاب الاسرائيلي، أيدت القرار الخليجي الظالم في اجتماع وزراء الداخلية لأنظمة الردة بتصنيف حزب الله على قائمة الارهاب، فما الذي يمنع النظام الفاشي السعودي في المستقبل وبفعل ارتمائه في الحضن الاسرائيلي، أن يتخذ قرارا في مجلس التعاون الخياني الخليجي، يضع الشعب الفلسطيني وجيل الانتفاضة الثالثة وحركات وفصائل المقاومة على قائمة الارهاب؟! ثمنا لتعزيز علاقاتها مع تل أبيب.
واذا نظرنا الى اسرائيل، فانها تحاول اقامنة علاقات وتعزيزها مع جميع دول العالم، لها علاقات تحالف مع الولايات المتحدة، وعلاقات متطورة مع روسيا والصين.
أما القيادة الفلسطينية، فهي لا تعتمد هذا النهج، وباتت أسيرة السياسات الخليجية، وهذا أكبر ضرر على شعب فلسطين وقضيته، فهل تعيد القيادة الفلسطينية تقييم سياساتها ومواقفها.. وتعيد حساباتها، خاصة بعد موقفها الاخير ضد جزب الله، الذي رفع رأس الأمة، بمواجهته لاسرائيل وسياساتها، ان الموقف ضد حزب الله تمشيا مع سياسات ومواقف الاعراب في الخليج، هو تآمر على شعوب الأمة وضربة موجعة لها، فهذه الشعوب تقف الى جانب حزب الله.