حكومة رامي الحمدالله "أصمت" آذانها، حيث أدخلت المطالب العادلة للمعلمين، في "آتون" الصراع الخفي على مقعد رئاسة الحكومة.. والرئاسة حريصة على المسيرة التعليمية، لكنها، "محجمة" حتى الآن عن حسم الوقف و "لي" ذراع الحمدالله، فالحرص وحده لا يكفي.. فالعملية التعليمية ذاهبة نحو الانهيار، هذه المشكلة التي تؤرق الشارع الفلسطيني، يجب أن تحل سريعا وليس على قاعدة كسر العظم والمصالح الشخصية.
يقول مصدر فلسطيني مطلع لـ (المنـار) أن الخلاف بين المعلمين والحكومة على بعض المطالب، لا يكلف خزينة الحكومة كثيرا، فلماذا التعقيد والعناد، انه مبلغ لا يتجاوز المليون ومائتي ألف دولار شهريا.. لكن، المسألة باتت أبعد من ذلك، وأخطر أنها تصفية حسابات وبالتالي، على الرئاسة أن تحسم ذلك، حتى لا يقال أنها في هذه اللعبة، أو مع طرف ضد ذاك.
وأيضا، الانقسام في الساحة بين حماس وفتح، له آثاره، فالحكومة تغطي موقفها السلبي، وتستمر في رفض تحقيق كامل مطالب المعلمين، وتزعم أن حماس وراء التصعيد، وحماس في ذات الوقت تدعي أن السلطة غير معنية بتلبية مطالب المعلمين، لذلك، تنسحب أخطار الانقسام على العملية التعليمية، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالانقسام سيدفع بالساحة الى الانهيار، فالطرفان غير معنيين بالمصالحة، رغم ادعاءاتهما !! و "يا منشوف" فالتدهور يتواصل.. والتدهور له نهاية، ونهايته الى الهاوية.
وعودة الى اضراب المعلمين، ونقول أن الاضراب سببه عدم تلبية مطالب المعلمين.. والحكومة تريد أن "تحرف" هذا الاضراب عن مساره ، بوسائل مختلفة، لكنها، مرفوضة جماهيريا، ومل لم تحل هذه المسألة المتصاعدة حدا وتأثيرا سلبيا، فان الحديث عن الحرص من جانب الجهات الرسمية، غير صحيح، كذلك، فان ادعاءات حماس والفصائل بالحرص على المسيرة التعليمية، ليس صادقا البتة، فهي ادعاءات "نكاية" و "توريط" للسلطة، وبالتالي، عليها أن تدرك ذلك، وتتجه الى ابعاد كل الشوائب التي علقت بالاضراب، شوائب جاءت من خارج قطاع المعلمين، انه الانقسام، انه الصراع الداخلي بين القيادات في السلطة، انه تصفية الحسابات.
المطلوب، الاتجاه الصادق والجدي لتلبية مطالب المعلمين، وبأقصى سرعة، فليست العملية التعليمية وحدها التي ستتأثر سلبا، وانما كل جوانب السلطة المختلفة، ولن ينجو من ذلك أحد.
وكفى، اللعب بأعصاب الشارع، الذي قد ينفجر في كل لحظة.. حيث ترى بعض الدوائر أن استمرار "مناكفة" المعلمين، والتغاضي عن مطالبهم والتقليل من أهميتها، وربطها بمواعيد غير مقدسة، قد يطيح بالمشهد السياسي الفلسطيني، خاصة، وأن الاعتصام والاضراب والاخطار المحدقة بهذا القطاع، ليس الوحيد من التطورات المقلقة في الساحة الفلسطينية!!