تضيف هذه الدوائر لـ (المنــار) أن القيادة الاسرائيلية وباتفاق المستويين السياسيين السياسي والعسكري تواصل محادثاتها مع أنقرة والدوحة، للتوصل الى اتفاق هدنة طويلة الأمد بين حماس وتل أبيب، وهذا يعني تحييد جبهة قطاع غزة، والتفرغ لمواجهة على الجبهة الشمالية، المرعبة لاسرائيل، وهي مواجهة قد تندلع في أية لحظة، تل أبيب وجيشها في مواجهة حزب الله.
وترى هذه الدوائر أن حركة حماس ومقاليد أمورها باتت في أيدي حكام الدوحة وأنقرة، هي الاخرى معنية بهدنة طويلة الأمد، لتحقيق أجندات ارتبطت بها، بحكم أنها فرع من جماعة الاخوان المسلمين، ولهذه الجماعة برامج لا تتضمن استعادة الحقوق الفلسطينية، وانما وضعت أمرها وتوجهها بتصرف تركيا ومشيخة قطر، وأجندتها الخاصة، تتصدرها في هذه المرحلة على الأقل، المشاركة في تحالفات المنطقة التي تتزعمها المملكة السعودية الوهابية ومشيخة قطر وتركيا، وتوسيع رقعة سيطرتها في قطاع غزة لتشمل الضفة الغربية، كإمارة أولى لجماعة الاخوان، تحت رعاية قطرية تركية، ولاحقا سعودية بعد انجاز ترتيبات يقوم بها وسطاء معنيون بين حماس والرياض، بعد أن دخلوا على خط الوساطة بين تل أبيب وحركة حماس.
وتفيد هذه الدوائر أن الشغل الشاغل لحماس في هذه الأيام هو تعجيل الاتصالات وتكثيفها بغية انجاز الهدنة طويلة الأمد، وهذا ما قد نشهده في الأيام القليلة القادمة، ويسبب ازعاجا للسلطة الفلسطينية، حيث تشكل الهدنة خطرا على المشروع الوطني الفلسطيني، والسؤال الذي تطرحه الدوائر الدبلوماسية : هل استعدت السلطة لمواجهة هذا التحدي، خاصة وأن حماس لا تعارض اشعال فوضى في الضفة الغربية، تربتها جاهزة، بل أن الزحف الحمساوي باتجاه مؤسسات السلطة قد بدأ بالفعل.