2024-11-30 09:48 ص

هل التنسيق الأمني مع دمشق حتمية أمنية أردنية ؟!!

2016-03-02
كتب الدكتور الشريف رعد صلاح المبيضين
أتساءل كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي ، ومن منطلق مسؤولياتنا الأمنية والإنسانية الإقليمية والعالمية ، في وقت نرى الأخطار المحدقة تزداد شيئاً فشيئاً تجاه الأردن ( المجمع الإنساني الأعظم ) ، والسؤال موجه إلى كل من استنارت بصيرته ، وعرف من عدو الله ، وعدو الإنسانية جمعاء ، ترى : هل التنسيق الأمني مع دمشق حتمية أمنية أردنية ؟!! تساؤل يأتي في زمن الحيرة الزائغة ، والضلالة المتعددة الجوانب ، والشكوك التي لا تنتهي ، والتي جعلتنا كأمة عربية في الهلاك دون أدوات بصر أو بصيرة ، إلى أن خسر الناس دنياهم وأخرتهم بسبب هذا الإرهاب الأعمى ، والفتن التي تتوالى علينا كقطع الليل المظلم ، نتساءل علنا نجد بصيص أمل يخرجنا من الظلمة التي نبحر فيها رغماً عنا ونحن فاقدين أدوات النجاة ، وإذا كان الحق جل في علاه يصلح أمة بصلاح فرد ، فما بالكم في المصالحة بين زعيمين يتفقان على محاربة الظلم والإرهاب كأساس لحسم كل الخلافات في المنطقة عبر وأد الإرهاب التكفيري ، والذي يحتاج منا إلى براعة سياسية ، وقوة عسكرية ، وسمو في الأخلاق ، ليعرف الناس الفرق بين مقامنا السامي ، والدرك الأسفل الذي يعيشون فيه ، أولئك الذين لا يصلون إلى منزلة الهيكل العظمي من الجسم الحي ، وهم يرددون مالا يفقهون ، وبداية وقبل الإجابة علينا أن نتفق على مشروعية السؤال في هذه ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها الأردن، والتي تحتاج في تقديرنا المتواضع إلى حلول أيضاً استثنائية، وكإنسانيين لا نخفي أننا وبكافة محافلنا ومجامعنا الإنسانية نجمع على أن كل من يحاول من الأردنيين أن يخفي التحديات التي تواجه الأردن شعباً ونظاماً وأرضاً هو خائن لله ـ والوطن ـ والملك ، وقد غدا هذا البلد بين ناريين ، نار التحديات المتعاظمة من الجانب الإسرائيلي الذي يبحث عن مخرج من الفشل الأمني الذي تعيشه إسرائيل ولو على حساب الأردن ، ونار تسلل الإرهابيين من الأراضي السورية نحو الأردن، في وقت لم تعد الدول الإقليمية تخفي أطماعها في الأردن ، نتحدث عن دول لها أدوات إرهابية على الأراضي السورية ، أدوات خاضت خمس سنوات من الحروب المباشرة ، مما يحرم علينا شرعاً أن نضع رؤوسنا في الرمال كالنعامة ، ويستوجب علينا أن نعترف أن من بين هؤلاء الإرهابيين أردنيين ، ما يعني أن الإجراءات الأمنية مهما كانت بالغة الدقة فلن تمنع تغلغل الإرهابيين في الساحة الأردنية ، إضافة إلى أن هنالك تآمر معلن على الأردن والقيادة الهاشمية ، وقد تم القبض على خلايا مسلحة ممولة من دول عربية وإقليمية ، والسؤال الكبير على الطاولة لماذا يتم الآن استهداف الأردن ؟! في الحقيقة هناك أكثر من سبب تداخل فيه النتائج بالعوامل، وأقصد هنا عوامل الحرب الكونية على سورية، ونتائج الفشل، أي فشل الأدوات، والذي يدفع إلى استخدام خطط بديلة ساحتها الأردن، والخطير أن هذه الحقيقة تأتي في وقت ترفض فيه القيادة الهاشمية كل الإغراءات لتدخل في الشأن السوري ، إلى درجة أنه تم ربط المساعدات للأردن بمساحة و بقدر الليونة في الملف السوري ، وتحجب أيضاً هذه المنح بقدر التشدد بهذا الملف ، لهذا أجدني مضطراً لمخاطبة الأجهزة الأمنية الأردنية وبشكل مباشر وعلى وجه الخصوص الاستخبارات العسكرية والمخابرات العامة ، قائلاً لهم : ـ إذ نقدر كإنسانيين عملكم وجهدكم ومثابرتكم لحفظ أمن الأردن ، إلا أننا نذكركم بأن ما يحدث اليوم في المنطقة الشمالية الأردنية ، ما هو إلا الشرارة لما هو محضر ضد الأردن شعباً ونظاماً وأرضاً ـ وقد شاءت الأقدار أن نقف جميعاً أمام تحدي ليس صعب فقط ، وإنما غاية في الصعوبة ، تحدي مع أنفسنا أولاً لندرك ونعي أي طريق نسير ، وتحدي مع ذاتنا الوظيفية ، والتي تقتضي منا أن نكون الدرع للوطن والأمة والنظام الهاشمي المستهدف من قبل تلك الجماعات الإرهابية ، والسؤل يا سادة كيف نكون ذلك الدرع ؟! سؤال برسم حقائق الواقع الميدانية، والإجابة عليه لا بد أن تختصر وتختزل لتشكل لنا قاعدة الانطلاق نحو تشكيل الدرع الوطني الأردني الإقليمي والعالمي والإنساني العام، كيف ؟! ( علينا أن ننتصر لكل من يحارب الإرهاب ونناصره لينتصر لنا في المقابل، في وقت نحن أحوج أمنياً لهذه النصرة من أي أحد أخر) ..!! أما للمسئولين الأردنيين وبكافة السلطات الأردنية فإنني أقول : من منا يستطيع أن يزعم أنه مطلع على كافة الخطط المعدة ضد الأردن لوأدها في مكانها ؟! الإجابة لا أحد ، والسؤال الذي يتوالد عن هذه الإجابة هو : من ينكر وجود خطط ضد الأردن ؟!! حكماً لا أحد ينكر إلا عميل أو خائن ، وما دام الأمر على هذا النحو وما دمنا نرى حقيقة وجود هذه الخلايا في محافظاتنا فإلى متى نصمت ؟! وبالطبع هذه الخلايا يا سادة يا كرام لا تلد نفسها بنفسها ، لأن هناك مشغلين على المستويين الإقليمي والعالمي ، ونحن وبحمد الله عرس عند جيراننا وكأنهم يقدمون لنا اللبن والعسل ، هؤلاء إرهابيون جاءوا من أجل تدمير الأردن واستهداف النظام الهاشمي وريث الثورة العربية الكبرى التي تزعج قادة الإرهاب العربي والإقليمي والعالمي ، ولكن لماذا تزعجهم ؟ لأن هنالك ميراث وأرث ، ميراث يقتضي دفع أموال للهاشميين كحق شرعي لهم في الطاقة والنفط العربي ، وأرث يستوجب تنفيذ بنود البيعة مع الشريف الحسين بن علي ـ شريف مكة ـ و ( ملك العرب ) ..!! والآن ما هو المطلوب يا سادة لإنقاذ الأردن والنظام والشعب والأمة ؟! المطلوب أن ندرك ونعي أولويتنا والتي تفرضها علينا المعركة، نعم نحن دخلنا المعركة، ودون حسابات منا سنجد أنفسنا في صف روسيا والصين وإيران وسورية والمقاومة الإسلامية، لماذا ؟ لأن الطرف الذي عقدنا معه الاتفاقيات لم يتوقف عند خيانتنا لا بل شرع في تنفيذ الخطط التي تنسف وجودنا من على الخارطة الشرق أوسطية ، وفي ظل هذه الحقائق ماذا نحن فاعلون ؟! سنذهب حيثما قرر لنا الله جل في علاه أن نذهب ، لأننا وبكل شفافية كأردن أقول لم نختار ، والسؤال لماذا لم نختار ؟ لأننا وبحسب عرفهم فقراء مالياً ، وليس للفقير خيار حتى في أمره ـ الله أكبر ـ ، نعم ، هم من يختار عنا ، هم من يقرر عنا ، على قاعدة ـ أنا ربكم الأعلى ـ ولنعمن النظر أكثر بما يحدث في اليمن ، ولنعاود التدقيق والتفكر مرة تلو أخرى ومن أقرب لهم نحن أم اليمن ؟ ! نحن في النهاية سوريون ـ شئنا أم أبينا ـ هذه حقيقة تاريخية وجغرافية وسياسية وقانونية وإنسانية ، هذه أصولنا ومنابتنا ونرفع رأسنا فيها ، مع اعتزازنا بأردنيتنا والتي يريدون انتزاعها منا ، سيما أن من أخطر بنود المشروع الصهيو ـ أمريكي انتزاع شرعيتنا السياسية الأردنية عن الأردن بهدف ضرب الشرعية السورية في دمشق ، ماا يعني أن المشروع الأمريكي وعلى الرغم من كل ما حدث من قتل وتهجير وتدمير للملايين ، وعلى الرغم أيضاً من توقفه الاضطراري في بعض المحطات فإن هذا لا يعني أبداً أنه انتهى ، وقد جاء الدور على الأردن بحسب الخطة ب أو ج أو د أو ز إلخ ، وما يهم ليس ضمن أي بند الأردن ، ما يهم أننا مدرجين على القائمة ، والذي يؤكد ذلك عدم الوفاء بالتعهدات المالية للأردن ، ولو أن الأردن لم يكن مدرجاً على الخطط الأمريكية ضد المنطقة لما كانت السياسة الأمريكية رمادية مع الأردن ، وهي التي تستطيع أن تلزم كافة الأطراف بالوفاء للأردن ولو مالياً ..!! أعود وأحذر من مغبة اغتيال الوعي الجمعي للأردنيين الوطنيين في كنف المملكة الأردنية الهاشمية ، وأقول لكافة الأجهزة الإعلامية : عليكم اليوم مهمة تظهير حقائق الإرهاب ، وبأن الأولوية أمنية بالدرجة الأولى ، لهذا فإن كل مواطن هو رجل أمن ، وعليه أن يلتحم من الناحية المعلوماتية مع أقرب جهاز أمن أو حدة عسكرية ، وعليه أن يخبر عن كل ما يشك فيه كبيراً أو صغيرا ، وعليه أيضاً إلا يتهاون بأية معلومة مهما بدت تافهة ..!! ولنتحدث بصراحة وشفافية أكثر إسقاط النظام السوري بالوسائل العسكرية لم يعد ممكنا ، فما البديل ؟! نتحدث إستراتيجياً أي ضمن الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة ، ما البديل عن إسقاط النظام السوري ؟!! الإجابة بين قوسين هي : ( إسقاط انظمه تحاربه على أيدي داعش والنصرة) التي تمنى بالخسائر على الساحتين العراقية والسورية وتريد التعويض على حساب أي دولة أو أي نظام ، ولنمعن الننظر بدقة لما يحدث في العواصم الإقليمية ولما يحدث عندنا في الأردن ، ومن ثم نعود للإجابة لنتساءل من جديد : ترى لماذا يريدون إسقاط أنظمة تعادي وتحارب النظام السوري ؟! وللإجابة نقول : لأن هنالك فواتير ستدفع من قبل المشغل الأساسي بعد إحكام سيطرة الأسد ، أي بعد إعلان الانتصار السوري العظيم ، وسيطرته على كامل الأراضي السورية ، فواتير بين أمريكا والحلفاء التي ربما من حرقة الروح تكشف كل شيء ، لهذا فإن موضوع حرق الحلفاء ، و إسقاط الأنظمة العربية لم يعد من ضمن المنظور الإستراتيجي الأمريكي في المنطقة فحسب ، وإنما هو من أولويات الأمن القومي الأمريكي ، لماذا ؟! لضمانة التحرك السياسي بحرية في المستقبل في ظل التعدد القطبي العالمي لا محالة ..!! والخلاصة أن التهديد الذي يواجه الأردن حقيقي ويقتضي سرعة التنسيق الأمني مع دمشق، وكلي ثقة بوعي القيادة الهاشمية وكافة الأجهزة في الدولة التي لا ولن تساوم على الأردن ولا على مصالح الأمتين العربية والإسلامية، وبالمناسبة لن تستطيع لا أمريكا ولا غير أمريكا أن تغبر على الحذاء الأردني ، لأنها ستكون في مواجهة الروسي والصيني والإيراني والسوري والمقاومة الإسلامية مضافاً لهم دول البركس ، وعلى العكس تماماً ، ولكل من يخشى سطوة الأمريكان نقول : سيجد الأردن نفسه محاط بإغراءات مالية خيالية ولن يطلب منه إلا استخدام سياسة النأي بالنفس مع توقيع كافة الضمانات المالية له لا بل والدفع كاش ، ليس من أجل الوقوف بوجه النظام السوري أو الانقلاب على سورية ، لا ، بل من أجل استخدام سياسة الحياد لا أكثر ، لماذا ؟! لأننا نمتلك عمق إستراتيجي عربي إسلامي مقاوم لم نلتحق به لغاية الآن ، عمق علينا أن نكون جزء لا يتجزأ منه عربياً وإسلامياً وإقليمياً وعالمياً وإنسانياً ، لأنه العمق الذي يقف اليوم بوجه هذا التوحش ضد إنسانية وأمن الإنسان ، وضد الأردن المجمع والعنوان ، وأخيراً أريد أن أستبعد كل ما ذكرنا سابقاً ، لأطرح فقط موضوع ـ عودة اللاجئين السوريين إلى سورية ـ ألا يقتضي هذا الأمر بالله عليكم تنسيق أردني سوري وعلى أعلى المستويات الأمنية ؟!! خاصة وأن الأردن عند الشروع بأمر عودة اللاجئين السوريين سيحتاج إلى شريك استراتيجي في سورية ، مضافاً إلى أن هذه الخطوة الأردنية في تقديرنا كإنسانيين ستحدث تغيير نوعي و جذري في مواقف كل الأطراف العربية والإقليمية والعالمية لهذا على الأردن أن يسرع بها الآن ويمهد للتنسيق الأمني مع سورية لكونه حتمية أمنية أردنية ، ويبقى عامل الزمن والسباق هو الأخطر . خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .