2024-11-30 02:29 م

هل تتجه الضفة الغربية الى "فلتان" يأكل الأخضر واليابس؟!

2016-02-26
القدس/المنـار/ مؤشرات خطيرة في الساحة الفلسطينية، تنذر بتطورات صعبة، اذا لم يتم تدراك الوضع بصورة ناجعة ومدروسة وحاسمة، بعيدا عن الحسابات الضيقة، والمنافع الذاتية، وناصبي الكمائن و"المورطين" ممن أتموا ارتباطاتهم بقوى خارجية، واعتقدوا أن ساعة النزول من المركب قد أزفت، قبل الغرق وفوات الأوان.
ما تشهده الضفة الغربية، تفرض على أولي الأمر وصناع القرار، المخلصين منهم، أن يتدارسوا الأوضاع، بجدية، وبالسرعة الممكنة، وقبل الخوض في التفاصيل، فان هناك، من هم في إدارة الحكم، وفي السلطة التنفيذية يدفعون الى خروج الأوضاع عن السيطرة بفعل المكابرة والعناد، ونظرة الاحتكار والتحكم المقيتة بقطاعات الشعب المختلفة، بعد ان سيطر الغرور على عقولهم، وباتوا يرون في الساحة مزرعة، والشعب عبيدا عليهم اطاعة أوامرهم.
هؤلاء، يصبون الزيت على النار بدلا من احتواء المواقف ومعالجة المشاكل والسلبيات الموجودة، وقد يكون بعض هؤلاء يدفع باتجاه فلتان خدمة لقوى معادية ومتربصة، تنتظر التسلل تحت دخان الفوضى والعنف، وان كان ذلك عن غير قصد، فهم عاجزون عن تحمل المسؤولية، لا نظرة ثاقبة يتمتعون بها، ولا بعد نظر لمواجهة المواقف الصعبة والحرجة، وبالتالي، عليهم التنحي، وافساح المجال لمن يستطيع المواجهة، ويمتلك القدرة على التفكير الصائب، وتحمل المسؤولية.
حديث الشارع، أننا ذاهبون الى فوضى، ومؤشرات اقترابها ليست بخافية على أحد، فهناك "بؤر" في بعض المناطق غايتها "العكننة" ، والتعويق واشغال المحافظين على النظام، يعملون من الحبّة قبّة، لغرض في "بطن يعقوب"، واسناد لكاذب هنا، أو دعيّ هناك، وهذه العكننة، هي شكل من أشكال الفلتان الذي يخشى الشارع عودته وبقوة.
وفي الساحة تنافس "تصريحاتي" بين من يسمون أنفسهم بـ "كبـار القوم"، كل يدلو بتصريحه في سباق محموم غير مدروس، وبلا مضمون، المهم أن لا يسبقه آخر في التشدق والفذلكة، ولو كان هذا التصريح ضارا ومسيئا لمسيرة ونهج، وتستغل وسائل الاعلام على اختلاف توجهاتها ما يطلق من تصريحات، تفسرها كل وسيلة على هواها، فيزداد التصارع الى درجة التراشق بالاتهامات والألسن بين "الأزلام" و "ستوديوهات الحكي" الذي "لا تحته ولا فوقه".
وفي الساحة أيضا، ما يمكن تسميته بـ "بلاوي" الوزارات، جراء المظالم المتزايدة في مكاتبها وأروقتها، دون أن يكلف وزير نفسه معالجة هذه المظالم، بعيدا عن اغلاق أبواب مكاتبه في وجه موظفيه ومراجعيه، الا من شلّة أحاطت به، نفاقا وكذبا ودجلا واستعداء على الآخرين.
وهناك أيضا، الخيوط الغريبة والمشبوهة الممتدة الى الساحة عبر هذه الركيزة، أو ذاك الوكيل، المتلقي الأوامر من العواصم، شرقية وغربية، واللاهث وراء سارق الأرض، وناكر الحقوق، انه عدم الانتماء والبحث عن الأحضان الغريبة، تطرح أمام أصحابها "البضاعة" والقسم المشفوع باليمين، ولاءً واستعدادا لدفع الأثمان والامتثال الى الأوامر.
هذا "غيض من فيض"، دون الوقوف على التفاصيل وأدوقها، فالشارع يعج بالكثير من الظواهر السيئة والمخاوف الرهينه، التي تنذر بـ "كارثة فلتانية"، هذه الأجواء المزعجة، التي تنذر بالويل والنناحر، تتعقبها وترصدها، جهات تنتظر التسلل عبر هذه الظواهر، لاشعال فلتان، على الأغلب سيكون داميا، تنطلق من تحت عواصفه ودخانه، الى المشهد السياسي فتطيح به، وبالمشروع الوطني، والمستغرب أن من بين من يدفعون باتجاه الفلتان القاتل، من يدعون بحرصهم على المشروع الوطني الذي بات مهددا، وعلى حافة السقوط والاندثار.
ويلاحظ بوضوح، أن دولا في الاقليم قد تعرت تماما، وفشلت في سياساتها الارهابية، ومن وجهة نظرها أنه لم يعد أمامها الا التسلق على السلم الفلسطيني، والعبث بالمشهد السياسي ورسمه من جديد، من خلال زلم باتوا أدوات في أيدي أجهزتها ودوائرها!!