2024-11-30 09:44 ص

إنه الابتزاز والابتذال!

2016-02-25
رفعت البدوي*

البعض في لبنان قدّم مصلحة الغير على مصلحة الوطن ضاربا المصلحة والكرامة الوطنية بعرض الحائط مطالبا الحكومة اللبنانية وبشكل مذل الاعتذار من المملكة العربية السعودية.

لم يسبق لأي سلطة في لبنان أن أسهمت بإذلال وإهانة ناسها كما تهين السلطة اللبنانية شعبها. الإهانة لا تقتصر على الاستخفاف بالقانون والدستور، أو الإمعان بتخطي إرادة الناس بل حتى بتزوير الحقائق او المستندات.

يبدو ان هناك اصرارا على استباحة كرامة اللبنانيين، بعد إذلالهم، لا لشيء إلا لتثبيت صفة الاستزلام والمحسوبيه والارتهان للخارج، حيث باتت روائح الفساد والارتهان تعبق أبعد من حدود الوطن.

لكل من يطالب بتقديم الاعتذار للمملكة

نقول: الم يكن الاجدر بكم التقدم باعتذار رسمي وعلني للشعب اللبناني بعدما افرغتم حقدكم وتآمرتم علينا في العام 2006  ولم يزل تآمركم حتى يومنا هذا اوغلتم في فتنتكم المذهبية وغير عابئين بأمن البلد والوطن واستهترتم  بصحة المواطن اللبناني وقمتم بخيانة الامانة والقسم ورميتم  نفاياتكم بوجه اللبنانيين من اجل اتمام صفقاتكم.

لكل من يطالب بتقديم الاعتذار للمملكة

نقول: أليس الأجدر لكم ان تقدموا الاعتذار للشعب السوري على ما قمتم به من تنفيذ مؤامراتكم على سوريا الأبية وقيامكم بتجنيد ودعم وتسليح وتهريب الارهابيين من شتى انحاء العالم للقتال في سوريا خدمة لمشاريعكم التآمرية الاستسلامية مع العدو الصهيوني واستعنتم بكل امكاناتكم المالية والاقتصادية والعسكرية ضد سوريا، بالإضافة الى دفع الرشاوى الى دول بعينها وشراء الذمم، ما ادى الى تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية والقيام بتدمير سوريا وتهجير شعبها الى شتات العالم؟

 

لكل من يطالب بتقديم الاعتذار للمملكة

نقول: الم يكن الاجدر بكم ان تقدموا الاعتذار للشعب اليمني الطيب بعد ان دمرتم هذا البلد العربي العريق وقتلتم شعبه من اطفاله ونسائه وشيوخه دون اي مشاعر بالانسانية لناحية الاخوّة العربية.

لكل من يطالب بتقديم الاعتذار للمملكة

نقول: الم يكن الاحرى بكم ان تقدموا الاعتذار للشعب الليبي الذي يعاني من تفلتكم بارسال الارهاب لهذا البلد العربي وسرقة مقدراته بشكل اقل ما يقال عنها انها اكبر عملية نهب وتزوير بالتاريخ اسهمت بفرط عقد وطن عربي ليصبح بلدا تحكمه اجنحة مسلحة تابعة لبلدان شتى تصب في مصلحة امريكا والعدو الاسرائيلي.

لكل من يطالب بتقديم الاعتذار للمملكة

نقول: الم يكن من الاصح القيام بتصحيح مسار ضميركم التائه وان تعتذروا للشعب العراقي الذي يعاني من فتنتكم، وقمتم بتفتيت هذا البلد العربي العريق ورميه للشهوات الامريكية والاسرائيلية ليصبح وطناً تتقاذفه المذهبية التي تتغذى من مدارسكم الدينية.

لكل من يطالب بتقديم الاعتذار للمملكة

نقول: اين انتم من الاعتذار للشعب العربي الفلسطيني بعد ان تخليتم عن فلسطين وعن حق الشعب الفلسطيني وعن المقدسات العربية الاسلامية والمسيحية وقمتم ببيع فلسطين كل فلسطين لعدو الامة وعدو العالم الاسلامي "اسرائيل" فقط بهدف ارضاء امريكا واسرائيل وضمان عروشكم وكراسيكم.

لكل من يطالب بتقديم الاعتذار للمملكة

نقول: من أجل حفنة من المال قمتم بالتصديق على صك بيع كرامتكم ووطنيتكم.

لكل من يطالب بتقديم الاعتذار للمملكة

نقول: لن يكون بمقدوركم الشعور بالمهانة والسبب هو انكم لا شعور لديكم ولا تمتلكون أي حسٍّ وطني عال ولا مصلحة وطنية عليا ولا يهمكم حفظ كرامة وعزة الوطن والمواطنين بل انكم اصبحتم عبيدا للمال الذي يشتري ذممكم بأسعار بخسة.
 
لقد جعلتم كرامة اللبنانيين عبارة عن استجداء وترجٍ واستدرار للعواطف في الوقت الذي يتوجب عليكم اولا واخيرا المحافظة على كرامة الوطن والعلم والجيش والمواطن، بينما انتم من هذا تبيعون وتشترون، بل اصبحتم كاطفال الأرصفة التي تقف على مفارق الطرقات تستعطي أصحاب المليارات الملوثة بدماء ابناء بلادنا العربية.

لكل من يطالب بتقديم الاعتذار للمملكة

نقول: إنه الابتزاز الذي يمارس علينا من قبل مالكي منابع النفط والغاز بهدف ادخالنا بأحلاف تصب في مصلحة العدو الاسرائيلي بينما انتم يا اصحاب فكرة الاعتذار نقول لكم انكم تمتهنون الابتذال من منابع النفط والغاز سبيلا للعيش المذل.
 
لكل من يطالب بتقديم الاعتذار للمملكة

نقول: انه الابتزاز والابتذال وعليكم الاعتذار من الشعب اللبناني الذي رفع من شأن العرب وحافظ على كرامة الامة العربية ملتزما بقضايا الامة وبالقضية الفلسطينية مدافعا ومناصرا لحقوق الشعب الفلسطيني، ثابتا على مقاومته ملحقا الهزائم بالعدو الاسرائيلي.
 
ان كرامة وطننا لبنان وكرامتنا تأبى الاعتذار الا للحق وانتم على ضلال، نرفض الاعتذار...

*مستشار وباحث في الشؤون الإقليمية