2024-11-30 02:44 م

حماس "تمتدح" النظام التركي وتدعي حرصه على العروبة والاسلام

2016-02-23
القدس/المنــار/ ارتباط حركة حماس بأجندة خارجية لم يعد خافيا على أحد، وهذا الارتباط يؤثر سلبا على قاعدتها الشعبية في الساحة الفلسطينية، بعد أن تحكم هذا الارتباط بموقف الحركة من قضايا الشارع الفلسطيني، وهذا تسبب في انعدام فرص التلاقي بين طرفي الانقسام في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويبدو هذا الارتباط  واضحا وجليا بين الحركة، وكل من مشيخة قطر والنظام العثماني الجديد في تركيا، اضافة الى امتثالها لبرنامج جماعة الاخوان المسلمين، حيث الحركة فرع من هذه الجماعة، صاحبة البرنامج المرفوض في الساحة العربية، والمدعوم من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وابتعاد حركة حماس عن ربط مواقفها بمواقف الشعوب العربية الداعمة للحق الفلسطيني، أخرج الحركة من دائرة الاهتمام بجوانب القضية الفلسطينية، ووجدت حماس نفسها في دائرة أعداء الأمة والمتآمرين عليها، فهي دعمت العصابات الارهابية في سوريا انزلاقا وراء مشيخة قطر وتركيا والسعودية وجماعة الاخوان، وقدمت العون لهذه العصابات، وبشكل خاص في المخيمات الفلسطينية كمخيم اليرموك.
ومع أن الحركة تدرك خطورة وتطورات ما يدور في الساحة العربية، ورعاية الدول الخليجية وتركيا للارهاب في سوريا والعراق واليمن وليبيا، الا أنها تمجد مواقف هذه الدول الخيانية، وتدعم خطواتها التي تستهدف العروبة والاسلام، وتأكيدا على الارتباط القوي لحماس بالدول المذكورة وسياساتها، وهو ارتباط ابعدها عن المشاكل التي تعيشها الساحة الفلسطينية، أقدمت الحركة على اتخاذ موقف مساند للنظام العثماني الجديد في أنقرة، حيث ترى في النظام الأردوغاني حرصا على العروبة والاسلام، وهذا لا يمت الى الحقيقة بصلة، فالنظام المتآمر على الشعوب العربية، والمشارك بشكل رئيس في تفتيت الدول العربية، ومحاربتها، وقتل شعوبها، ويتقنع بالاسلام اساءة لتعاليمه لا يمكن أن يكون حريصا على العروبة والاسلام، فهو يشارك امريكا واسرائيل والمملكة الوهابية السعودية ومشيخة قطر حربها على سوريا وشعوب الأمة.
قبل أيام، وقع انفجار ضد سيارة عسكرية تركية، مما يؤشر لارتداد ارهابي قادم الى الشوارع التركية، سببه، دعم أردوغان للعصابات الارهابية، فسارعت حركة حماس الى "استنكار" ما جرى، مدعية بأن ما حدث، هو للنيل من موقف أنقرة من العروبة والاسلام، وموقف حماس هذا مثير للاستغراب والاستهزاء في آن، فتركيا تحارب العروبة وتسيء للاسلام، وماضية في تدمير الساحات العربية، فكيف، ستكون محبة للعروبة وحريصة على الاسلام!
موقف حماس هذا، أكد الارتباط الأعمى للحركة بنظام غادر في أنقرة مستمر منذ خمس سنوات في تدمير الدول العربية، وتربطه علاقات "حميمية" مع اسرائيل، وينسق عسكريا وأمنيا مع تل أبيب، انه الانزلاق الخطير المرفوض لحركة مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، انزلاق ينفي عنها صفة مواجهة الاحتلال رغم نضالاتها المشهود لها عبر سنوات طويلة.
فالنظام العثماني في تركيا ارتكب الفظائع والمجازر في العراق وسوريا، فكيف لحركة مقاومة، امتداحه والوقوف معه؟! ولكن، البيان الأخير لحماس المساند لأنقرة، يكشف أن الحركة ما تزال تسير في خط معاد لشعوب الأمة على حساب قضية فلسطين، وترتبط بشكل قوي ومتين ببرنامج جماعة الاخوان الذي رفضته الأمة وأسقطته دمشق والقاهرة.