انه الحجيج غير المقدس الى "بولي"، أبطاله قيادات رفيعة، وثقت بها القيادة، "فانفلت عقالها"، باحثة عن قوات أيا كانت أراضيها، مسلحة بالباطون أم هشة، وربما، غير مدركة للأثمان والأخطار، فحمى التنافس أعمى الكثير عن المحاذير، والسخونة في القنوات تسبب التهاب الأدمغة، وهذا المرض نتائجه وخيمة.
إنه موسم الحجيج الى بولي، وما أخطر شعائره، ليس تزاحما كالحجيج الى مكة، وانما التزاحم المؤدي الى التهلكة دون ثواب، أو مسح لذنوب، وقد حذرنا في (المنــار) مرارا من هذه اللقاءات ومن كثرة القنوات وما يترتب على التنافس "المواقعي" من ارتدادات خطيرة سلبية، وخطورتها أنها تدار في الخفاء وفي عتمة الليل، ومن وراء ستار، وما يلقى على طاولة البحث "الغادرة" من ملفات واثمان، وصمت القيادة الفلسطينية، والفوضى في التعاطي ، وعدم معرفة "الاحجام"، وخلط المهام، وتصديق المنافقين، عوامل تقف واء هذا الانحدار السحيق، ما يجري وما نسمعه، وما استطعنا الحصول عليه من معلومات وتفاصيل حول هذه المسألة، ينذر بمآس وويلات وكوارث، فالردع غير موجود، ودائرة صنع القرار تضيق بدلا من أن تتسع، ولا قاعدة عريضة للتشاور.
في الأيام الأخيرة، ترددت أنباء عن لقاء جمع بين "بولي" المذكور ، وعضو في اللجنة المركزية، الذي سرعان ما نفى ذلك، فكان الرد على النفي تأكيد من المصدر الذي دفع بهذا الحدث الى وسائل الاعلام.
لكن، ما تؤكده (المنـار) أن هذا اللقاء ليس الأول مع قيادي في حركة فتح، ومن لجنتها المركزية، فهناك عضو آخر سبقه في رحلة الحج الى بولي، صاحب النهي والأمر في منح التصاريح على اختلاف أنواعها، وطلبات جمع الشمل المكدسة في هيئة الشؤون المدنية، ليس هذا فقط، فهناك لقاءات تتم خارج أراضي الضفة، وارام الهواتف المباشرة لـ "بولي" وغيره من مدير مكتب أو مسؤول منطقة في "الصون والامان" في جيوب اللاهثين في ميدان التنافس.
مصدر في الساحة الفلسطينية، مطلع على جوانب هذه المسألة الخطيرة، ذكر لـ (المنـار) أن القنوات كثيرة واللقاءات عديدة ومستمرة، والسباب متباينة، والتبريرات لا حصر لها، لكنها، في النهاية غير مقنعة، وهناك من يقول، بأن أبواب هيئة الشؤون المدنية مغلقة في وجوههم، وبالتالي، ليس عيبا على انجاز ما يريدون والحصول على ما يرغبون دون العودة الى هذه الهيئة، وبعض يجد في الحج الى "بولي"، من أدوات وأسلحة التنافس على قمة المشهد السياسي، وآخرون يعتقدون بأن اللقاء والقنوات التي يديرونها ويعقدونها، أمر مهم ولا بد منه في الـ "CV" التي تخصهم، وهي أيضا "تقربهم" الى دائرة صنع القرار تحت يافطة استحضار المعلومات، والاطلاع على "النوايا" في الادارة الاحتلالية، واستنباط واستنتاج ما "يوشوش" به "زملاء" آخرون، سلكوا رحلة الحجيج الى بولي وغيره.
لكن، الحقيقة، انه "الفلتان" الذي يتعمق في ساحة مليئة بالهموم، وتئن تحت معاناة صعبة متزايدة، في هذه الساحة، لا حزم ولا ضبط، وكل على ليلاه وعلى هواه، والساتر رب العباد، وعند اكتشاف الأمر، تنهال ردود النفي، حيث الشحاعة والصراحة والصدقية غير متوفرة، فمن يقدم على خوض هذه "المخاضة"، عليه أن يتمتع بالجرأة أولا، اذا كان "خالي الشهوة".. لكن، عملية البحث عمن يوصل هذا أو ذاك الى "بولي" المذكور، ما تزال مستمرة، والمخفي أعظم، فهو موسم الحجيج الى "الجنرال الحاكم" بولي مردخاي، وسوف يستمر هذا الحجيج، ويتوالى فتح القنوات، ما دام صناع القرار صامتين، يفتحون آذانهم لـ "الوشوشات" و "كذبة" الاختراق وجلب المنافع والحصول على المعلومات!!