2024-11-30 12:39 م

حوارات (التصور العملي) في الدوحة والعودة بـ (خُفيّ حُنين)!!

2016-02-20
القدس/المنــار/ أيـام قليلة بعد الحوارات الأخيرة بين حماس وفتح في مشيخة قطر، يعود وفدا الحركتين الدوحة يحمل كل منهما "تصوره العملي" حول المصالحة وانهاء الانقسام المدمر في الساحة الفلسطينية، و "التصور العملي" هو مصطلح جديد أضيف الى حوارات المصالحة، ولن يكون المصطلح الأخير، ما دامت النوايا غير السليمة، واختلاف الأجندات وعمق الارتباطات، تتحكم جميعها في المتحاورين.
التصورات العملية.. جاهزة، هكذا تدعي الحركتان، وموعد لقاء الوفدين يقترب في أخطر وكر جاسوسي في المنطقة، لكن، لا دلائل تشير الى الجدية في التعاطي مع هذا الملف، وكل المؤشرات تفيد بأن "خفي حنين" هي النتيجة المرتقبة الجاهزة، ويعود الوفدان، لادارة الانقسام، والتشدق بتصريحات العلاقات العامة، و "غرز" إبر التخدير في شارع لم يعد يعقد آمالا على لقاءات الاحتضان الخليجي والتركي لملف المصالحة، الذي على ما يبدو لن يغلق على المدى المنظور.
تقول مصادر ذات اطلاع لـ (المنــار) أن التصور العملي لكل حركة حماس وفتح، في طياتهما مزيد من الثغرات، ومسافة أطول من التباعد بين موقفيهما، لأن عوامل الابقاء على الانقسام مع أكثر وأقوى من عوامل التلاقي والاقتراب، فحركة حماس قرارها لم يعد ملك نفسها، والمالكون لهذا القرار في الدوحة وانقرة، لا يريدون مصالحة، وانما ادارة للانقسام، وفتح هذه الجولة من الحوارات تخدم حركة حماس في مرحلة يسعون فيها الى تحقيق انجازات ومصالح خاصة على حساب وحدة شطري الوطن، قطاع غزة والضفة الغربية.
تضيف المصادر أن العودة الى الدوحة يرى فيها وفد فتح، "بريان عتب" خشية غضب حاكم المشيخة، لأن فتح تدرك أبعاد وأهداف رعاية المشيخة لحوارات المصالحة وفي هذا الوقت بالذات، ومصالح التنسيق القطري التركي من وراء هذه "الرعاية" و "الاستضافة"، لذلك، العودة بـ "خفي حنين" هي النتيجة الطبيعية للقاء "التصورات العملية"، لكل من فتح وحماس، وقد يطلب حكام المشيخة، في نهاية الجولة المرتقبة من الحوارات "تصورات نظرية" مكتوبة على "ورق مسطر" و "بخط واضح" يحتاجه الجهلة من الأعراب في مثل هذه المناسبات واللقاءات.
تؤكد المصادر أن طرفي الصراع وحماس لم يصلا بعد الى قناعة تحقيق المصالحة، فلكل حركة من الحركتين مشروعها الخاص الذي يتعارض مع الآخر، ولا تلاقي بين الاثنين، سواء كانت الرعاية قطرية أم وهابية.. عثمانية أو حتى أمريكية، المشاريع مختلفة، والأهداف متباينة، والاجندات متباعدة، والخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني، الذي يواصل صمته على ما يجري ويدور، وما نشهده من حوارات لا طائل تحتها، حوارات تعبث بها الدول والجماعات.