كثرة المطاعم والعلاقات التي لا تحصى عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعروض المحلات التجارية وعادة شراء الملابس اللازمة وغير اللازمة - هذه الأمور وغيرها ربما تكون مؤشراً على نمط الحياة الذي يتميز بـ"الوفرة" في كل شيء. ربما تدفع كثرة الخيارات هذه البعض للشعور بالإجهاد، بينما تدفع رغبة الشراء المتزايدة لدى البعض الآخر بالشعور بالإحباط، والسؤال هنا: كيف يمكننا أن نحدد مستلزماتنا والكمية التي نحتاجها؟
"داون شيفتينغ"، والذي يعني التقليل، هو نمط حياة من شأنه أن يساعد على التخلص من الإرهاق، وذلك من خلال خفض الاستهلاك. ولا يقتصر تخفيض الاستهلاك على السلع المادية فحسب، بل من الممكن استخدامه لتخفيف كل الأمور المبالغ فيها في حياتنا، إذ من الممكن تخفيف العلاقات الاجتماعية والأنشطة الترفيهية وشدة العمل، والاكتفاء بالعيش بالحد الأدنى.
ويهدف نمط الحياة هذا إلى تطوير شخصية الإنسان بعيداً عن بعض الأمور التي تعد بالنسبة للبعض من الأولويات، كاقتناء منزل أو سيارة، علماً بأن نمط الحياة لا يعني "التنازل عن الاستهلاك"، بل إن شعاره "نعم للعيش بشكل أكثر وعياً وتحديداً"، أي القدرة على تحمل الاستغناء عن الاستهلاك ولكن بدون إجبار.
ووفقاً لموقع "بينوت" الإلكتروني، فإن نممط الحياة هذا ليس جديداً، بل يستند إلى تقاليد بوذية تعود للقرن الخامس قبل الميلاد، ويقوم على العيش ببساطة والتحرر من سيطرة مغريات الحياة.
ويشهد نمط حياة "التقليل" مؤخراً إقبالاً من قبل بعض الشباب الألمان، من بينهم الشاب نيلز البالغ من العمر 28 عاماً، والذي قرر اتباع هذا النمط في حياته ليس بدافع ديني، بل للتخلص من الإجهاد الذي يعيشه من كثرة مقتنياته. ويشير نيلز إلى أنه يشعر بارتياح شديد منذ اتباعه أسلوب الحياة هذا، مشيراً إلى أن من الضروري، وقبل البدء باتباع هذا النمط، التخلص أولاً من جميع الأشياء غير المستخدمة.