شرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً ساخراً من الهيكلية الحكومية الإماراتية الجديدة، والتي أعلن فيها رئيس الوزراء محمد بن راشد إستحداث وزارتين جديدتين، واحدة للسعادة والأخرى للتسامح.
وقالت الصحيفة في بداية تقريرها أن المال لا يشتري السعادة، على الأقل مع أسعار النفط الحالية، لذلك خرج حكام دولة الإمارات فكرة جديدة، قرروا من خلالها تعيين وزيراً للسعادة.
ويضيف التقرير، يبدو أن كل ما تقوم به الدولة الخليجية المعروفة ببناء أكبر منحدر تزلج داخلي وجزيرة النخلة وغيرها من المشاريع، لم يكن كافياً لتوفير السعادة، وكذلك يبدو أن التسامح يعاني من بعض النقص، فأعلنت الحكومة تعيين وزير للتسامح أيضاً.
وأشار التقرير إلى أن حكام الإمارات قد أعلنوا بان هذا التعديل الحكومي هو الأكبر في تاريخ البلاد الممتد ل44 عاماً، والذي تم من خلاله استحداث الوزارتين الجديدتين، وجاء الإعلان من خلال تغريدات “مزخرفة” لحكام دبي ورئيس الوزراء الإماراتي محمد بن راشد آل مكتوم الذي قال أنها بداية لرحلة جديدة من الإنجاز والعطاء للشعب، ونسأل الله أن يساعدنا على خدمتهم ورعايتهم.
وأشار التقرير إلى عدم معرفة الكيفية التي ستدار بها هذه الحكومة، وعن الأدوار التي سيقوم بها الوزراء الجدد، في ضوء حقيقة أن حكام الإمارات وشيوخها يفعلون الأشياء بأنفسهم وبطريقتهم الخاصة.
ويشير التقرير إلى ما ذكره عبد الخالق عبد الله، الذي ادعى أن هذا التوجه الحكومي يأتي بعد شعور الحكومة بأنها قد قدمت الخدمات الأساسية من تعليم وصحة، وحان الوقت الآن للبحث عن أهداف أعلى.
وتؤكد نيويورك تايمز أن هذا القرار لم يكن مقعناً للجميع، ناقلة حديث نيكولاس ماكجيهان الباحث في منظمة هيومن رايتس ووتش الذي قال:” وزارة السعادة شيء خادع في دولة قائمة على الرقابة، الحقيقة أنه بإمكانك أن تكون سعيداً طالما أبقيت فمك مغلقاً، هذا هو المعروف في الإمارات”.
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة تبقى تحت سيطرة إمراء غير منتخبين، وأن منتقديهم أو من يشاركون في نشاطات سياسية يتعرضون لمخاطر الاعتقال والملاحقة والسجن.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تعامل الكثير من الإماراتيين مع الأمر بشكل ساخر، مشيرة إلى قيام العديدين بتقديم أنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كشخصيات صالحة من أجل المناصب الوزارية الحديثة، حيث قالت إحدى المواطنات في رد لها على تغريدة لمحمد بن راشد قالت فيها أن وزير السعادة الجديد يجب أن يعمل بجد وصبر وتسامح، واعدة بتوفير هذه الصفات من قبلها !