لقد بات موضوع خلافة الرئيس حديث الساعة في الساحة الفلسطينية، وانشغل المتنافسون عن الهم الوطني، وعلى الأغلب هم الذين يزودون وسائل الاعلام والعواصم بالتسريبات التي تنشر من حين الى آخر، وتمس بالمشهد السياسي الفلسطيني، وكل متنافس يرى في نفسه الأقدر على تولي منصب الرئيس، مع أن الحقيقة التي تغضب المتنافسين ووكلاء الأنظمة وبعض المتساوقين مع الاحتلال، هي أن أيا منهم لا يستطيع ملء هذا الموقع، والمثير للدهشة والاستغراب أن المتنافسين يفرضون أنفسهم مرشحين للرئاسة على الساحة الفلسطينية، وكأن الشارع الفلسطيني لا علاقة له بما يجري، وكأنه ليس الوحيد الذي يختار رئيسه.
مرشحون، ومتبارزون، ومدفوعون ومدفوع لهم، حالمون دون اكتراث لصاحب الموقف والقرار والخيار، الشعب الفلسطيني. ما يجري هو اشعال والهاء وعبث بالساحة وتهديد لمشروعها الوطني، انها الحرب الضروس على الخلافة، كولسات ومحاور واصطفافات، وهكذا الأمر بالنسبة لانعقاد المؤتمر العالم لحركة فتح، تنافس سمح لقوى خارجية وأخرى متربصة بالتدخل في الشأن الداخلي، والسعي لتحديد من هو الرئيس القادم، وهي معركة لم تحن بعد!
وغاب عن أذهان المتنافسين والمتصارعين على منصب الرئاسة، أن هناك قوى قد استغلت هذه "الحرب" ومدت خيوطها الى الساحة الفلسطينية، بمعرفتهم وربما بمساعدتهم واستغلالا لمصالحهم الشخصية، وهذه جريمة يرتكبها ويتحمل مسؤولياتها المتنافسون وهم كثر دون أحقية.
انه التنافس غير المدروس، والتصارع الضار بثوابت الشعب وحقه في الاختيار، فالتنافس الذي نشهده، هو تحاوز وارتداد واستخفاف، وهذا يفرض على المتصارعين دفع ما يطلب منهم من أثمان، وهذا ما يحصل، وما نخشاه.
قطر لها رجالاتها ومرشحوها، والامارات استزلمت والوهابيون السعوديون يمدون خيوطهم، والأمريكان يصنعون، واسرائيل تخترق من خلال المتحالفين معها، والدوامة مستمرة.. والله يستر!!.
في الساحة الفلسطينية محاور متصارعة ومتنامية، محاور لم تعد تدرك الأخطار المحيطة بهذه الساحة.. صراع ليس على حماية المشروع الوطني ومواصلة النضال، وانما من أجل منافع ذاتية ومصالح شخصية.