وهرتوسوغ الذي نجح في تأجيل الانتخابات الداخلية في حزب العمل الذي يرأسه، يحتاج الان الى مكان أفضل من رئاسة المعارضة، فهو يطمح في تولي حقيبة الخارجية واللحاق بركب وائتلاف نتنياهو تعزيزا لموقعه بما يخدم معركته المستقبلية على رئاسة الحزب في مواجهة خصومه داخل "العمل" وعلى رأسهم "شيلي يحيموفيتش".
وبنيامين نتنياهو من جهته، يرغب في أن يحمل أحد من "اليسار" الراية.. راية الانفصال أحادي الجانب عن الفلسطينيين، ويتجه الى اوروبا وأمريكا لنرويج الخطة التي يتبناها نتنياهو، وانتزاع غطاء دولي، واليمين الاسرائيلي في هذه الحالة يستطيع التعايش مع طرح هرتسوغ الذي دافع عنه في مؤتمر للمستوطنين في القدس، في محاصرة بعنوان : "الانفصال عن الفلسطينيين والأولوية للأمن". هذا التعايش اليميني مع طرح هرتسوغ، يستفيد منه نتنياهو في اطالة فترة ولاية حكومته الضيقة.
في هذه الحالة، فان الانفصال من جانب واحد، خطوات مجانية، دون أن تدفع اسرائيل أثمانا لها، فيما لو كانت هناك خطوات تندرج في اطار العملية السلمية والمفاوضات، حينئذ سيكون هناك ضغط على اسرائيل لتدفع الثمن المقابل.
وتؤكد مصادر دبلوماسية لـ (المنــار) أنه في ظل الضغوطات الدولية على اسرائيل، فان من الافضل لنتنياهو، أن يحمل هرتسوغ، طرح الانفاصل عن الفلسطينيين من جانب واحد، انه التقارب الواضح بين هرتسوغ ونتنياهو، وكلاهما معنيان باختفاء ورحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الساحة، واشعال فوضى في الضفة الغربية، حيث لن تكون هناك معارضة فلسطينية للخطوات الاسرائيلية أحادية الجانب ولن تدفع اسرائيل ثمنا لهذه الخطوات.