2024-11-28 06:33 م

مواقف بيرني ساندرز تجاه إسرائيل تثير الحيرة والارتباك

2016-01-25
قالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية إنه إذا فاز السيناتور بيرني ساندرز على حساب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بترشيح الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، سيكون أول مرشح رئاسي يهودي عن أحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مواقف ساندرز تجاه إسرائيل تثير الحيرة والارتباك، ويقول ستيف رابنوفيتس أحد المستشارين الإعلاميين لهيلاري كلينتون أن سجل تصويت ساندرز لصالح اسرائيل ضعيف للغاية.
وأضاف رابنوفيتس، إنه لم يُسمع ساندرز مطلقًا يتحدث عن إسرائيل خلال حملته الانتخابية، وهو الأمر الذي يثير الاندهاش، على حد قوله.
وقد صوَّت السيناتور ساندرز مرات عدة، كما أدلى ببعض التصريحات التي تميل إلى انتقاد إسرائيل لكنها لم تثر غضب الجماعات الموالية لإسرائيل.
ويقول البعض - بحسب الصحيفة - إن مواقف ساندرز تجاه اسرائيل مُحيرة نظرًا لأنه ابن رجل يهودي هاجر من بولندا بعد أن ذاقت أسرته القمع على أيدي النازيين، كما أنه قضى بعض الوقت يعمل في إحدى المستوطنات الاسرائيلية.
وتقول الصحيفة "إن رئيس مؤسسة السلام في الشرق الاوسط ماثيو داس يرى أن قاعدة الديمواقراطيين الذين يدعمون إسرائيل آخذة في التقلص، ولكن الحزب الديموقراطي لا يزال يعتمد على شبكة قوية من المتبرعين الأثرياء اليهود من بينهم حاييم سابان أحد أقطاب هوليوود، وجاك روزن رئيس المؤتمر اليهودي الأمريكي الذي يعقد آمالًا كبيرة على المرشحين عندما يأتي الحديث عن إسرائيل.
وأضافت الصحيفة إن هيلاري، التي تخشى من فوز ساندرز في الانتخابات التمهيدية المقرر إجراؤها في ولايتي ايوا ونيوهامبشير الأسبوع المقبل، شنت هجومًا عنيفًا ضد تصريحات ساندرز المتعلقة بإيران التي وصفتها بأنها أكبر عدو لإسرائيل، كما أشارت خلال حملتها الانتخابية أخيرًا الى تصريح ساندرز الذي اقترح فيه أن القضاء على تنظيم داعش يتطلب تحالفًا دوليًا يضم إيران لإرسال قوات برية لمحاربة داعش.
وقالت هيلاري - خلال مقابلة مع الإذاعة العامة الوطنية الامريكية - إن ساندرز يريد أن يرى قوات إيرانية في سورية معربةََ عن اعتقادها بأن هذا يمثل خطأ فظيعا وذلك بسبب القُرب الجغرافي من إسرائيل.
من جانبه أكد مايكل بريجز المتحدث باسم ساندرز ان المرشح الرئاسي الديموقراطي دافع باستمرار عن حق اسرائيل في البقاء منذ بداية عمله السياسي، وأشار إلى أن السيناتور ساندرز صوَّت للتشريع الخاص بتعزيز مكانة اسرائيل اقتصاديًا وعسكريًا بالأمم المتحدة، كما يؤيد حل الدولتين الذي يسمح لإسرائيل بالحفاظ على طبيعتها كدولة يهودية وديموقراطية حسبما ذكر بريجز. وقال إن ساندرز يؤمن بأنه من الممكن المحاربة من أجل أمن إسرائيل وقيام دولة فلسطينية في الوقت نفسه.
وتقول الصحيفة إن ساندرز لم يُخفِ منذ بداية عمله السياسي شعوره بالإحباط إزاء معاملة السلطات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني، فقد وصف ساندرز خلال مؤتمر صحفي عقده عندما كان عمدة مدينة بيرلنجتون عام 1988 المعاملة الوحشية الإسرائيلية للمتظاهرين الفلسطينيين بأنها عار.
وأضاف، أن مشهد كسر الجنود الإسرائيليين أذرع وأرجل الفلسطينيين يستحق الشجب والإدانة، وقال "بعد أشهر فإن سياسة إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على الفلسطينيين فهو أمر غير مقبول وأنه من الخطأ أن توفر الولايات المتحدة أسلحة لإسرائيل".
وفي عام 1991، صوّت ساندرز لصالح حجب مبلغ 82.5 مليون دولار من المساعدات الامريكية لإسرائيل ما لم توقف نشاطها الاستيطاني بالضفة الغربية وقطاع غزة، وهو مشروع قانون رفضه الكونجرس حينئذ، وبعد عشر سنوات - بحسب الصحيفة - كان العضو اليهودي الوحيد بالكونجرس الذي لم يؤيد قرارًا بإدانة الفلسطينيين والتعبير عن التضامن مع إسرائيل عقب هجومين انتحاريين نفذهما فلسطينيون.
وفي يوليو 2014 أثناء الحرب على غزة، كان ساندرز واحد من بين 21 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين لم يؤيدوا مشروع قانون لدعم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية، وفي أوائل عام 2015 عندما أُعلِن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو سيلقي كلمة أمام الكونجرس الأمريكي كان ساندرز أول عضو بمجلس الشيوخ يعلن عدم حضوره هذه الجلسة.
وتقول الصحيفة إنه من المرجح أن يكون ساندرز هذه الأيام أكثر ميلًا للدفاع عن إسرائيل عندما يأتي الحديث عن القضية الفلسطينية. فعندما سألته مجموعة من الغاضبين من معارضته للحرب على غزة، ركز ساندرز على ما وصفه بالأعمال الاستفزازية الفلسطينية، مشيرا إلى إطلاق حماس الصواريخ تجاه إسرائيل.

الملفات