طهران/ ردت طهران على التصعيد السعودي المتواصل تجاهها بالرغم من الوساطات الدولية المتعددة التي أعربت عن رغبتها بالمساعدة على التهدئة، وذلك من خلال تحذير وزير خارجيتها محمد جواد ظريف بأن على الرياض أن تدرك أن المواجهة مع الجمهورية الإسلامية «ليست في مصلحتها»، ومخاطباً السعوديين من بوابة الأزمة السورية، مؤكداً «عزم» إيران على تنفيذ خطة النقاط الأربع التي اقترحتها من أجل سوريا.
في هذا الوقت، ندد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي، للمرة الأولى، بالهجوم الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران رداً على إعدام الرياض للشيخ نمر النمر، وكذلك القنصلية السعودية في مشهد، معتبراً أن هذا الهجوم «أضر بإيران والإسلام».
وخلال مشاركته في منتدى «دافوس»، جدد وزير الخارجية الايراني موقف بلاده الرافض للحل العسكري في سوريا معتبراً أنه «غير ممكن»، ومؤكداً الحاجة إلى «حل سياسي، إذ إن هناك إمكانات لانتخابات حرة ونزيهة، وايضاً لإصلاحات دستورية».
وأمام المشاركين في المنتدى، ومن بينهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ذكّر ظريف بالنقاط الأربع للخطة التي اقترحتها طهران من أجل سوريا، متحدثاً عن «وقفٍ لإطلاق النار وحكومة وحدة وطنية وإصلاحات دستورية وانتخابات انطلاقاً من هذا الدستور الجديد. نحن عازمون على تنفيذ هذه العملية».
وبالرغم من تأكيده أن تحديد من ينبغي أن يمثل قوى «المعارضة» السورية في محادثات السلام «أمر يعود إلى مبعوث الأمم المتحدة»، إلا أنه شدد على أن وفد المعارضة «ينبغي ألا يضم أعضاء ثلاث جماعات معترف بها دوليا باعتبارها جماعات إرهابية، وهي تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وجبهة النصرة»، لافتاً إلى أن «عشرة أعضاء مسجلين» في القاعدة حضروا اجتماع الرياض لتشكيل وفد المعارضة لمحادثات جنيف.
وحول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، جدد ظريف الموقف الإيراني الرافض لوضع شروط مسبقة قبل بدء المحادثات، قائلاً إنه «لا يمكننا تحديد نتيجة هذه العملية السياسية قبل أن تبدأ. لا يدخل المرء قاعة التفاوض والنتيجة محسومة بالفعل».
ووجه ظريف تحذيراً ضمنياً في كلمته الى السعودية، معرباً عن اعتقاده أنه «ينبغي على جيراننا السعوديين أن يفهموا أن المواجهة ليست في مصلحة أحد».
وأضاف «ليس هناك سبب للقلق، أصدقائي. إيران هنا للعمل معكم. إيران لا تريد استبعاد أحد من هذه المنطقة».
وكان وزير الخارجية السعودي قد اتهم ايران أمس الأول بإثارة «الفتن والاضطرابات» في الشرق الاوسط، في موقف تصعيدي جديد للرياض تزامن مع زيارة لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف للمنطقة في محاولة للتهدئة. كما اعتبر الجبير في مقالة في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنه «من الصعب على إيران أن تتغير».
من جهة اخرى، ندد ظريف بمشروع العقوبات الأميركية الجديدة التي تستهدف برنامج طهران للصواريخ البالستية، مستبعداً إمكانية حصول تطور في العلاقات الديبلوماسية بين بلاده والولايات المتحدة.
ووضع ظريف العقوبات الجديدة في إطار «الإدمان الأميركي على ممارسة سياسة الإخضاع والضغط»، مؤكداً أن برنامج بلاده البالستي هو جزء «من حقنا في الدفاع عن أنفسنا»، ومعتبراً فرص إعادة العلاقات الديبلوماسية مع واشنطن «بعيدة جداً».
إلى ذلك، دان المرشد الأعلى لإيران السيد علي خامنئي، للمرة الأولى، الهجوم الذي استهدف في الثاني من كانون الثاني الماضي السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد.
وقال خامنئي إنه «مثلما حدث في الهجوم على السفارة البريطانية قبله، كان هذا الهجوم ضد البلاد وضد الإسلام»، مؤکداً في الوقت ذاته انه «لا