وتقول دوائر أمنية مطلعة لـ (المنــار) نقلا عن مصادر اسرائيلية أن الأجهزة الأمنية والعسكرية في اسرائيل ترفع من حالة التأهب لمواجهة تطورات محتملة من حيث أشكال المواجهة، والادوات المستخدمة لصد أعمال القمع الاسرائيلية، هذه الأجهزة رفعت توصيات الى المستوى السياسي حذرت من الاخطار القادمة، مؤكدة على احتمال تطور هبّة القدس نحو انتفاضة ثالثة أكثر حدة من الانتفاضتين السابقتين، وتضيف الدوائر أن هبّة القدس التي اندلعت بداية اكتوبر الماضي تحمل الكثير من عوامل التطور، وتصعيد القمع الاسرائيلي يزيدها اشتعالا واتساعا وامتدادا، وبالتالي، كما تقول المصادر فان اسرائيل أمام تحدٍ كبير وخطير، ولا قدرة على التكهن بما تحمله المرحلة القادمة، وهذا ما يفسر حالة التأهب في صفوف الأجهزة الأمنية العسكرية الاسرائيلية. وتتوقع الدوائر أشكالا جديدة في مواجهة شراسة الاحتلال وعمليات الاعدام الميدانية، ولم تستبعد حدوث اشتباكات بالاسلحة النارية في العديد من المواقع، حيث يمتلك جيل الانتفاضة الثالثة وبعد أكثر من ثلاثة اشهر مضت على اندلاع هبّة القدس القدرة على امتلاك السلاح، وعبر طرق كثيرة، وحتى لو لم تشارك الفصائل فانها لن تستطيع مع تسرب اسلحة تمتلكها الى أيدي أبناء هذا الجيل، الذي ترى الدوائر أنه يواصل تأطير نفسه. كذلك، وحسب هذه الدوائر، فان اللجوء الى العمليات الاستشهادية ليس بعيدا، وقد نرى في الفترة القريبة القادمة مثل هذه العمليات ضد أهداف اسرائيلية، عندها ستضطر الفصائل المشاركة بوسائلها الخاصة، حفاظا على بقائها.
وتؤكد الدوائر أن اسرائيل وأكثر من طرف داخلي وفي الاقليم، حاولوا اجهاض هبّة القدس ومحاصرتها، الا أن الفشل في ذلك، كان واضحا وملموسا، وبالتالي، دخلت كل الاطراف المعارضة للهبّة، والمشاركة في خطط الاجهاز عليها دائرة الاحراج، وتعيش تخبطا وحيرة، مع تآكل في تاثيرها.. وحسب الدوائر ذاتها، فان الايام والاسابيع القادمة ستضع كل الجهات أمام حقيقة ساطعة، وهي أن الانتفاضة الثالثة النوعية والاشد ايلاما قد بدأت.. معلنة بدء مرحلة جديدة بتطورات مذهلة، قد تفتح افاقا سياسية، لم تتمكن عملية المفاوضات تحقيقها، وهذا يعني أيضا أن قيادات جديدة في الساحة الفلسطينية سوف تتصدر المشهد السياسي، وهذا ما تخشاه القيادات الحالية بما فيها قيادات الفصائل التي ما تزال على مدرجات التفرج والبحث عن سبل جديدة لمحاصرة جيل الانتفاضة الثالثة، الذي يرفض التهميش والصمت على ما يمارسه الاحتلال من جرائم بشعة، وحالة الانتظار التي تعيشها القيادة الفلسطينية، وهي حالة نتاج العمل التفاوضي الذي ثبت فشله وعجزه، امام احتلال يزداد تعنتا ولا يريد سلاما حقيقيا.