2024-11-29 12:39 ص

«سكاي نيوز» مندهشة: «داعش» يمتلك أسلحة متطوِّرة

2016-01-14
علاء حلبي
عرضت شبكة «سكاي نيوز» البريطانيّة تقريراً حصريّاً بعنوان «داخل مختبرات أسلحة الإرهاب» (7:38 د.)، عن قدرات «داعش» العسكريّة. تضمّن التقرير ثلاثة تسجيلات مسرّبة من مختبرات التنظيم في الرقّة، وحاز على أكثر من 300 ألف مشاهدة على «يوتيوب»، منذ عرضه في 5 كانون الثاني الحالي.
جاء التقرير مدعّماً بلقطات من تجارب على تطوير صواريخ وأجهزة قيادة ذاتية للسيارات المفخخة، ما عدّته الشبكة، على لسان محلّل عسكريّ استضافته، «كنزاً استخباراتياً». وأشارت الشبكة إلى أنّ تلك التجارب تُجرى في «الجامعة الجهادية» في الرقّة حيث أجرت لقاءً مع ملثّم قالت إنَّه مقاتل سابق في التنظيم، أوضح أنَّ التسجيلات المعروضة ترسل إلى خلايا التنظيم في الخارج، بهدف الاستفادة منها.
أشارت «سكاي نيوز» إلى قدرات التنظيم بالتحكّم بالسيّارات عن بعد، من خلال تركيب دمية مكان السائق، بدرجة حرارة تطابق درجة حرارة الإنسان، موضحةً أنّ التنظيم يمكنه كسر أنظمة الحماية في أوروبا وإرسال المفخخات إلى أي مكان يريده. ولم تخف «دهشتها» من قدرات «داعش» التكنولوجيّة، وظهرت علامات «الذهول» على ضيف التقرير، كريس هانتر، وهو مهندس متفجّرات سابق في القوّات الخاصّة البريطانيّة، وعلى مراسل الشبكة في تركيا ستيوارت رامزي.
صحيفة «ميرور» البريطانية اهتمت بالتقرير، فنشرت محتواه كاملاً، وعنونت: «لقطات من داخل مصنع القنابل في تنظيم «داعش» تكشف صوراً تقشعّر لها الأبدان لسيارات مفخَّخة يمكن قيادتها عن بعد وصواريخ متطوّرة قادرة على إسقاط طائرات الركاب». كذلك اهتمت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بالتسجيل، وأعادت نشر محتواه، مشدّدة على أنّه «منجم ذهب استخباراتي».
تظهر معالجة الشبكة البريطانيّة للتسجيلات أنّ وسائل الإعلام الكبرى ما زالت تقدّم أكبر خدمة دعائيّة للتنظيم، سواء عن قصد أو عن غير قصد، بتضخيم إنجازاته، والتركيز على مقدراته العسكرية والقتالية، وهي ذات الفكرة التي تدور في فلكها كلّ إصدارات التنظيم المرئية الترويجية.
وفي ظل المحاولات الغربية للتضييق على حركة التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تأتي تغطية المحطات والشبكات الفضائية العالميّة لأخباره، لتكسر عنه الحصار الافتراضي والإعلامي، وتشكّل دعامة كبيرة للصورة التي يريد ترسيخها عن نفسه. فالتقرير وعلى الرغم من احتوائه على معلومات قد تكون هامة، إلّا أنّه يعدّ خدمة إعلاميّة مجانيّة ضخمة لـ «داعش»، خصوصاً أنّه انتشر كثيراً على مواقع التواصل.
ليس غريباً أن يمتلك تنظيمٌ استطاع أن يجذب آلاف الخبراء والمقاتلين من مختلف بقاع العالم بعض التكنولوجيا المتطوّرة، أو مختبرات لتطوير الأسلحة، ولكن الغريب هو استمرار الإعلام في «الاندهاش» أمام معلومات مماثلة، خصوصاً أنّ التنظيم يعتبر «القوّة الإرهابية» الأبرز التي يحاربها العالم برمته، أو ذلك ما يدّعيه على الأقلّ. دهشة وسائل الإعلام المستمرّة بالتنظيم، هي ما بات يدعو لـ«الاندهاش»، وما يجب التوقّف عنده مطولاً، خصوصاً وأنّ «داعش» هو المستفيد الأكبر من مشاعر «الصدمة» المتواصلة.