هذه الخطوات هي حديث الشارع، تتبدد آماله، وتتلاشى أحلامه وامنياته كلما ابتعدت عن نبضه، ويبقى التساؤل.. مطروحا، لماذا تبقى المقاييس "الشخصانية" سيدة الموقف، ولماذا تزداد دائرة التشاور اغلاقا وضيقا، والى متى ستبقى المقاييس السليمة في تبني المواقف واتخاذ الخطوات ملقاة جانبا؟! وهل هذا التعاطي في المسائل العامة له مردود ايجابي؟!
ما نطرحه هو تعبير صادق عما يجول في خاطر كل مواطن في هذه الساحة ، ننقله بأمانة لما فيه مصلحة الشارع وصناع القرار، أملا في النظر الى الأمور من كل الجوانب والاتجاهات، وهنا، لا بد من الاعتراف بوجود تذمر في الشارع، يتصاعد ولا يتراجع، والسبب، عدم القراءة الدقيقة لما يدور في الساحة، وردود فعلها عل الخطوات والقرارات المتخذة، التي ما تزال في "دائرة ضبط النفس".
اننا لا نتمنى لدائرة صنع القرار أن تكون بعيدة عما يجري، متجاهلة لرغبات شعبها، ومنفصلة على الواقع، الشارع الفلسطيني، بقدر الظروف والمستحيل والممكن في بعض المسائل والميادين، لكنه، يرفض خطوات تتعلق بالوضع الداخلي، هو يطلب اصلاحا داخليا في كل المناحي على الصعيد الداخلي، فالقيام به ليس مستحيلا، خشية أن تصل الأوضاع الى حالة من التردي، لذلك، المراجعة مطلوبة، والوقوف الجاد الصادق على الخلل والثغرات وعدم نجاعة "المقاييس" المستخدمة، بات أمرا ضروريا.
في الشارع الفلسطيني تذمر من النظرة الرسمية لهبة القدس، وفشل المساعي السياسية وانعدام الافق وابتعاد الحلول للصراع.. ويتمنى تغير الأحوال،لكن، في نفس الوقت يرفض العديد من الخطوات المتخذة، والتعيينات غير المدروسة، لأن تقييم الأمور واستخدام المقاييس السليمة "مقدور" عليها، وليست هناك موانع للعمل بها.
وغير ذلك ــ وهنا تكمن الخطورة ــ فان التذمر قد ينفجر وفي أية لحظة، عندما "تندس" الأيادي الشيطانية، والقوى الشريرة الكامنة، في حالات رد فعل الشارع على تجاوزات مرفوضة وخطوات غير مقبولة تضع مجموعة على رأس سلم الأولويات، وتجاهلا لرغبات شعب بأكمله، عندها، قد يقع "المحظور" وتكون ردود صناع القرار انفعالية، وبعضهم قد يدفع باتجاه "المحرمات" خاصة ممن لهم ارتباطات لم تعد خفية، وعلاقات منسوجة، مع دائرة صنع قرار تنتظر الامساك بدفة الحكم في مرحلة قادمة.
نعم، نحذر من "المحظور" المرعب... في مواجهة ردود شعبية هادرة، وحتى لا تتحول البنادق والهروات الى صدور ورؤوس الزاحفين المطالبين بوقف سياسة "الاستغفال" والتجاهل و "الاستخفاف" بوعي أبناء هذا الشعب.